الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

جشع باسيل يفرمل الحكومة وميقاتي قدم كل ما لديه

على الرغم من تصدر ملف ترسيم الحدود البحرية أولويات الدولة اللبنانية في الوقت الحالي، فإن ذلك لم يبعد ملف تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس للجمهورية عن اهتمام المعنيين خصوصا بعدما اصبح الوقت ضيقا حتى نهاية الشهر موعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون.

مصادر سياسية مواكبة لتشكيل الحكومة تجزم عبر “صوت بيروت انترناشونال” بان لا جديد في ملف الحكومة رغم بعض الأجواء الإيجابية التي تظهر بين الحين والأخر، وتؤكد المصادر  ان الرئيس نجيب ميقاتي قدم كل ما يمكن تقديمه من تسهيلات من اجل ولادة الحكومة، وهو لم يعد مستعدا لمنح اي تنازلات إضافية، خصوصا بعد الابتزاز الواضح الذي يمارسه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، علما ان الأمور وحسب المصادر كانت سائرة بالاتجاه الصحيح وكان  ميقاتي يأمل بإنجاز الولادة الحكومية فور عودته من بريطانيا ونيويورك، ولكنه تفاجأ بعودة الأمور الى المربع الأول مجددا من خلال وضع باسيل الشروط التعجيزية امام التشكيل من خلال سلة المطالب غير المنطقية والتي تبدا من قيادة الجيش ولا ينتهي بتعيين رئيــس جديد لمجلس القضاء الأعلى، بعد المرور بمرســوم استعادة الجنســية والجامعة اللبنانية وصولا الى مرسوم ترقية ضباط دورة عون وغيرها من التعيينات الأساسية في الدولة.

وبحسب المصادر فإن التطورات السلبية هذه دفعت “حزب الله” للتدخل مجددا وممارسة الضغوط على باسيل ودخل على خط تبديد التباينات المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم  من خلال قيامه بجولات مكوكية بين السراي الحكومي وقصر بعبدا وميرنا الشالوحي لم تفضي الى اي نتيجة  حتى الساعة كما تؤكد المصادر بحيث ابلغ اللواء ابراهيم باسيل صراحة بضرورة تأجيل البحث في المواضيع الخلافية الى ما بعد تشكيل الحكومة.

وتستغرب المصادر مطالبة باسيل الجشعة بالاستئثار بالمقاعد المسيحية في الحكومة للوصول الى هدفه وهو الإمساك بزمام الأمور في الوزارات المهمة بعد انتهاء ولاية عمه من اجل تلبية طموحه.

ولكن تؤكد المصادر ان لدى الرئيس ميقاتي الذي يتمسك بصيغة حكومة 24 وزيرا  خطوطا حمراء يرفض المس بها ومنها تمسكه بعدد من الوزراء الذين نجحوا في مراكزهم ومنهم  نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي الذي يطالب باسيل بتغييّره، في المقابل فإن ميقاتي يتمسك ببقائه في موقعه باعتباره يتابع  ملف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي بطريقة مهنية بما يتناسب مع المعايير الدولية من موقع  خبرته في الصندوق والتي تتجاوز 20 عاما .

وتذّكر المصادر بان الرئيس ميقاتي كان منذ الأساس غير متحمس لإجراء تعديل حكومي واسع بحيث كان الحديث على ان يقتصر التبديل على عدد من الوزراء لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة لكن شهية سيطرة باسيل على قرارات الحكومة كانت اكثر من المتوقع خصوصا مع طرحه أسماء بديلة حزبية من “التيار الوطني الحر” ومقربة منه.
من هنا فأن ميقاتي ليس في وارد منح باسيل هدايا مجانية على مشارف نهاية ولاية الرئيس عون والدخول في الفراغ الرئاسي حتى لو بلغ الامر عدم تشكيل حكومة قبل نهاية الشهر.

وفي هذا الاطار، تتوقع المصادر ان يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة ثانية لانتخاب رئيس قبل 20 الشهر الجاري مع الجزم انها لن تحمل رئيسا جديدا على رغم ان بري كان اعلن في الجلسة الاولى انه بانتظار التوافق على اسم رئيس للدعوة مجددا لجلسة انتخاب.

المصادر تعتبر ان عدم توافق المجلس النيابي على اسم رئيس حتى الان سيترك الباب مفتوحا امام قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي قد يكون هو الرئيس الذي سيلتقي عليه أكثرية النواب لما يتمتع به من صفات تخوله الوصول الى الرئاسة الأولى بعد ان يصبح انتخابه متاحا في الأول من تشرين الثاني المقبل وفقا للمادة 74 من الدستور.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال