فبعد ان استنكر” قيام السلطات الالمانية بمداهمة بعض المساجد ومنازل بعض اللبنانيين بحجة تأييدهم لحزب الله والمقاومة” وصف القرار الألماني بحق حزب الله بأنه كان متوقّعا، كما توقع أن تقدم دول أوروبية اخرى على قرار مماثل،
معتبراً انه” لم يكن هناك اي داعي لهذه الممارسات المتوحشة سوى تقديم اوراق الاعتماد للاميركيين”.. توقع نصر الله القرار الالماني لكنه لم يعلم باخلاء سبيل العميل عامر الفاخوري سوى من الاعلام!
ويصف ما قامت به السلطات الالمانية من مداهمات بممارسة الوحشية بحجج واهية، اما ما ارتكبه “حزب الله” في سوريا فهو بالنسبة له ممارسات “انسانية”… قتل وتنكيل ودمار بحجة حماية هذا المرقد وذاك، انهار الدماء سالت على يد حزبه والملايين شردوا، في حرب ليس للبنان علاقة بها. وكالعادة اعتبر كل من هو ضده مع اسرائيل، فهذه الشماعة الرئيسية لديه التي يحرّك فيها غرائز مناصريه.
لا يخجل نصر الله من انكار الحقائق المدعمة بالوقائع، يحاول نسف شبكات المخدرات وتبيض الاموال العائد للحزب المنتشرة في الدول الاوروبية والافريقية واميركا اللاتينية، كونه اعتاد على سذاجة من يدورون في فلكه، الى درجة انه يدعوهم الى الطمأنينة وهو عاجز عن فعل اي شيء لهم، وفوق هذا يقنعهم بضرورة اللجوء الى القانون الذي لم يدخله يوما ضمن قاموسه، فمن اعتاد على ترهيب الناس بالسلاح يستعين بعبارة لم يطبقها يوماً لا بل بسببه وبسبب حزبه اصبح لبنان في قبضة شريعة الغاب.
من الشأن الدولي الى الشأن الداخلي انتقل نصر الله، فبدا وكأنه خبير اقتصادي من الطراز الاول، اشاد بالخطة الاصلاحية لحكومته معتبراً انها” تشكل نقطة تحسب لصالحها وهي خطوة أولى على الطريق، تحتاج إلى تحصين وطني وهذا يمكّن الحكومة ومؤسسات الدولة من تحقيق إنجاز قريبا”…
الخطة الاصلاحية التي يشيد بها نصر الله تمس بالفقراء من دون الاغنياء كونها تستند على ضرائب اضافية ترمى على كاهل الشعب اللبناني من رفع الضريبة على القيمة المضافة الى اعادة النظر برواتب المتقاعدين وعدم مسها برواتب الوزراء والنواب والاموال المنهوبة.
وبعد ان اعطى الضوء الاخضر لمناصريه لمهاجمة المصارف، وبعدما كان يدرس خلف الكواليس اسقاط رياض سلامة، انكر نصر الله ببساطة الحقائق حيث رفض الاتهامات التي وجهت إلى حزب الله بالنسبة للقطاع المصرفي، واصفاً ايها بانها” تهدف إلى التعمية”، نافياً الكلام عن أن” حزب الله يريد السيطرة على حاكمية مصرف لبنان مسخرة” واضاف “نحن لا نريد لا تدمير ولا إسقاط ولا السيطرة ولا الإنتقام من القطاع المصرفي ولم نقترب منه أبدا”…
هو يريد تدمير كل لبنان من خلال سيطرته على الحكم وليس فقط القطاع المصرفي. كما انكر ان “حزب الله” هو المتحكم بسعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، حيث قال” ليس لدى حزب الله أي نشاط صيرفة ولم نكلف اي مؤسسة أو فرد في الحزب ممارسة هذا النشاط” منكراً كذلك ارسال مليارات الدولارات الى سوريا ما تسبب بكارثة مالية لا مثيل لها.
ولم ينس نصر الله اللعب على اهم موضوع عند اللبنانيين الان الا وهو ارتفاع الاسعار، فتطرق الى الاحتكارات، مظهرا قدرته على تأمين 20 الف من اعوانه كمتطوعين لدى وزارة الاقتصاد للمساعدة في ضبط الامر، كما عرج الى الملف الذي تمزق من كثرة تداوله من دون ان يخطو خطوة واحدة فيه، حيث اعلن ان “حق الناس علينا ان يعرفوا ماذا فعلنا بملف الفساد وهذا سيعرض بمؤتمر صحفي قريب”… متناسيا انه يحكم البلد وان صفقات الفساد تتم بعلمه ورضاه.
هو خطاب الانكار وغسل الدماغ لعدم خروج المناصرين عن الإلتزام، خطاب لن يغني اتباعه ولن يسمنهم من جوع!