الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

خطاب "حزب الله" السياسي.. هل يُعتبر تدخلاً في حرب غزة وفق الـ 1701؟

كان لافتاً بالنسبة الى مصادر ديبلوماسية بارزة في بيروت، التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول تنفيذ القرار 1701 والذي ناقشه مجلس الأمن الأسبوع الماضي ليس فقط بالنسبة الى الخروقات الكبيرة على طرفي الحدود اللبنانية-الاسرائيلية، إنما هناك مسألة أخرى تكشف عن رفض الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للتدخل من جانب لبنان، أي “حزب الله”، في الحرب الدائرة على غزة وفي موضوع غزة بشكل عام.

الدول في مجلس الأمن كما التقرير أيضاً لم يقولا أن الحزب يرسل صواريخ إلى غزة أو يساندها من غزة بطبيعة الحال، لكن خطابه “المحرض” بالنسبة الى الدول، يشكل تدخلاً كبيراً في ملف غزة وشأنها الداخلي.

في التقرير إحصاءات موسعة عن الخروقات على الحدود، لكن الاستهدافات التي يتلقاها الجانب اللبناني والمناطق الجنوبية من اسرائيل تمثل أكبر خرقاً للقرار 1701.

فالدول تعتبر أن القرار 1701 هو قرار اعتمد لتطبيقه داخل الحدود اللبنانية، وأن لبنان معني به أكثر من اسرائيل، وهذه الرؤية الدولية لا يمكن حصرها بشكل واضح لأن أي قرار من هذا النوع هو ملزم للطرفين المعنيين به وليس لطرف واحد. وليس فقط لبنان الذي يجب أن يكون معنياً به، بل على اسرائيل وقف خروقاتها الجوية والبرية والبحرية، وبالتالي، يجب عدم استجرار لبنان لتسجيل خروقات أو تعريض الوضع لخطر الحرب. وتمهيداً لتطبيق القرار 1701، يجب أن تتوقف الخروقات من الجانبين.

أما بالنسبة الى مسألة مشاركة الحزب في حرب غزة مباشرة، فإن المجتمع الدولي يعتبر أن تنفيذ القرار 1701 ليس فقط بالامتناع عن القيام بالخروقات على طرفي الحدود إنما أيضاً بالامتناع عن التدخل في الشأن الداخلي لغزة حتى سياسياً وخطابياً.

لبنان لم يطلب انعقاد مجلس الأمن للنظر في الاعتداءات الإسرائيلية على مناطقه، أو لعقد جلسة خاصة حول لبنان، إن ما تقوم به اسرائيل ليس خروقات إنما حرب حقيقية وظروف غير عادية، فلبنان يكتفي فقط، وفقاً للمصادر بتقديم شكاوى وتسجيلها وتوثيقها، وهي بلغت ٢٢ شكوى.

هذا المنحى الذي يسلكه عبارة عن الإمساك بالعصا حيال وضعيته الدولية في منتصفها. فهو لا يريد الوقوف في الخط الأمامي، في هذه اللحظة الدولية والإقليمية الدقيقة.

وفي الوقت نفسه، يريد عدم التستر عن حرب اسرائيل على لبنان وعلى غزة، وهو يبلغ الدول بالتفاصيل ما تقوم به يومياً وليس فقط للأمم المتحدة. وهو يدعو الدول لحل عادل شامل للقضية الفلسطينية كما يدعو الى استقرار دائم على الحدود الجنوبية من خلال تنفيذ القرار 1701 بدءاً بالانسحاب الاسرائيلي من أراضيه المحتلة كافة.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال