الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

خيرالله "لصوت بيروت انترناشونال": استراتيجية دفاعية عنوانها حصر السلاح بيد الدولة وتسليم سلاح "حزب الله"

عبارة “الاستراتيجية الدفاعية” باتت شماعة تستعمل في اكثر من مناسبة رغم انها تشكل الضمانة لمنع انزلاق لبنان اكثر فاكثر في الصراعات الاقليمية لاسيما في شؤون الدول العربية والخليجية وهذا الامر ليس خفياَ على احد فدخول “حزب الله” في دائرة الاحداث السورية والتي بات جزءا منها عسكريا ومجتمعياَ وامنيا وبذلك تخطى مقولته بان “مقاومته” هي لاسترجاع فلسطين ومواجهة العدو الاسرائيلي فضلا عن توجيه سهامه باتجاه الدول العربية التي احتضنت لبنان و”حزب الله” لاسيما خلال الاجتياحات الاسرائيلية للبنان وتوسع في مساندته لتشمل “الحوثيين” في اليمن وما يسمى “المعارضة البحرينية” التي جعل معقله في الضاحية ملجأ لها هذا فضلاَ عن العراق من خلال مساندة الميليشيات الايرانية التي بدأت تتفكك شبكاتها المهيمنة على القرارات في بلاد الرافدين وفق مصدر خاص “لصوت بيروت انترناشونال”.

ويضيف المصدر: لعل ابرز العوامل التي تدفع الحزب الى التحرك بحرية ودون رادع لناحية قرار الحرب والسلم تجاه العدو الاسرائيلي هو عدم جدية طرح بند “الاستراتيجية الدفاعية” واستلالها من بين الملفات عند الحاجة لاسيما من قبل رئيس التيار الوطني الحر” الوزير السابق جبران باسيل فهو يغير في انشائياتها وفق الظروف ففي آذار 2021 اعتبر انها “تشكل في حد ذاتها ضمانة للبنان تسمح له وتوجب على أبنائه إبقاءه بمنأى عن كل نزاع لا علاقة له به” معتبراَ انها ضمانة لبنان ويجب ان تقوم على تفاهم داخلي ومركزية قرار الدولة على ان يعتبر الجيش اللبناني صاحب المسؤولية الاولى في الدفاع عنه الحدود والوجود”.

وبعد مرور اقل من عام على هذا التوصيف العوني وعلى أثر “خيبة الامل” التي مني بها باسيل من حلفائه عاد ليسحب ورقة “الاستراتيجية الدفاعية” لكنه تناولها بشكل خجول في اشارة الى ما ورد في “اتفاق مار مخايل” بينهم وبين “حزب الله” مضيفاَ عبارة على ان ” تبقى المقاومة تحت الدولة وبكنفها وليس فوقها” ومع انتهاء المؤتمر الصحافي غابت هذه الاستراتيجية التي طرحت منذ 16 عاماَ ولم يتمكن أحد من مناقشتها لإبعاد لبنان عن نزاعات المنطقة فهل مازالت صالحة وهل بالإمكان الاتفاق على بنودها رغم وجود أكثر من مسودة لها؟

“صوت بيروت انترناشونال” حاور الكاتب والمحلل السياسي بشارة خيرالله عن مدى حاجة لبنان اليها وكيفية اقناع الفرقاء بصياغتها وهل هناك امل بالوصول الى استراتيجية تحمي لبنان من الصراعات الخارجية.

يؤكد خيرالله على ضرورة انعقاد طاولة حوار يكون هدفها وضع استراتيجية دفاعية عنوانها واضح لكيفية حصر السلاح بيد الدولة وايجاد المخرج الحقيقي لتسليم سلاح “حزب الله” الى الجيش اللبناني وحسم قرار الحرب والسلم لناحية حصره بيد الدولة فقط وايجاد جدول زمني لتسليم هذا السلاح وهذه هي الاستراتيجية الوحيدة والعودة فورا وطوعا الى تطبيق “اعلان بعبدا” الذي نص في البند 12 على تحييد لبنان عن صراعات المحاور ما يعني عمليا انسحاب كل المجموعات التابعة لايران من اللبنانيين من كافة الدول من العراق وسوريا واليمن والعودة الى لبنان وهذه الاستراتيجية تصح اليوم لان ما كان يسري عام 2016 و2012 و2018 لا يمكن ان ينطبق على عام 2022 ولا يمكن لأي احد ان يتحكم بسياسة لبنان الدفاعية سوى الجيش اللبناني بقرار من السلطة السياسية.

وعن الطروحات المختلفة لهذه الاستراتيجية ودعوة الرئيس ميشال عون لطاولة حوار اعتبر خير الله ان ما طرحه الرئيس عون كان عنوانه الاساسي الاستراتيجية الدفاعية ولكنه يخفي ثلاثية “جيش وشعب ومقاومة” مشدداَ على ضرورة المثابرة لتحقيقها وهو امر ليس بمستحيل لأنه عندما طرح البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير خروج الجيش السوري من لبنان اثار العديد من المواقف منها المخونة ومنها المعتبرة انها من المستحيلات وحصلت وخرج الجيش السوري في نيسان رغم ان خروجه حصل بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري.

وختم خير الله وهو عضو فاعل في “الجبهة السيادية” على ضرورة رص الصفوف السيادية وتكاتف كل القوى للضغط باتجاه إعادة الاعتبار للدستور اللبناني والعمل على تحرير لبنان من الهيمنة الايرانية على قراراته حتى يستعيد دوره الريادي.