الأربعاء 14 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

رحلة لجوء امرأة سورية انتهت بإغتصابها

إبان اضطهاد وجولات العنف والحروب في سوريا والعراق المرأة والاطفال هم أبرز الضحايا والموت هو قدرهم وتسببت الحروب المسلحة بفقدان الوطن والهوية والإنسانية .

 

الناشطة الاجتماعية من الطائفة (ايزيدية ) نجبير درباس وهي من سوريا و لاجئة منذ أربعة سنوات في المانيا تصرح للموقع :

اعمل حالياً في احدى مراكز الإيواء في المانيا و اتصلوا بي إدارة المركز في ليلة شتاء باردة الى مكتبي لأجتمع بالاجئة سورية حديثة الوصول وتوجهت الى الرئيسي للمركز ، وشاهدت في الزاوية من المدخل الرئيسي تجلس امرأة لم تتجاوز ال 30 سنة ومعها طفلها الصغير كان ابن الخمسة أعوام تقريبا”.

كانت المرأة بحالة مزرية والخوف بعينيها و تحتضن طفلها والصمت سيد الموقف والقلق على وجهها ظاهر يلوح من بعيد ،تحدثت معها باللغة العربية و رحبت بها وبدأت بالسؤال عن اسمها وكيف حالها ،حين نظرت الي اقتربت مني وعانقتني بدأت بالبكاء ،لم اعلم ما علي قوله في تلك اللحظة عانقتها وقلت لها انها بأمان ولتهدأ قليلا فكل شيئ سيكون على ما يرام، ثم اخذتها مع امتعتها بعد الانتهاء من بعض الاوراق القانونية الخاصة بالاجيئين والهاربين من أماكن العنف والقتل والحروب ، و قمت بنقلها الي غرفتها حيث ستبقى هناك مع طفلها ،بدأت بالبكاء مجددا وباتت عليها بوادر الخوف وعانقتني مرة اخرى ، واخبرتها ان ترتاح قليلا فقد كانت تبدو كزهرة جف منها الماء وذبلت كأنها بين الحياة والموت .

التقيت في اليوم الثاني مع المرأة وطفلها وبدأنا بالحديث حول الكثير من الأشياء وبدأت تتكلم عن معناتها وانها تركت زوجها المفقود في سوريا واخذت طفلها لتنقذه من الموت وبدأت تتكلم عن رحلة تهجيرها ،واخذت تتنفس بنفس عميق وكانها قررت واتخذت قرارا مهما وبالفعل بدأت بالحديث مجددا ،كانت كالكثير من الناس هاجرت عبر تركيا الي اليونان ومنها الي دول اخرى ك صربيا و مقدونيا و هنكاريا الى ان وصلت الى المانيا ،تحدثت لي عن صربيا حين وصولها الى هناك تم تسليمهم من قبل المهرب الي مهرب اخر وهو قام بنقلهم الى مكان بطريقة غير قانونية .

هناك حيث جلسوا وظنوا انهم بأمان ولكنهم كانوا مخطئين فقد كانت في غابة مليئة بالذئاب ،مكان خالي من الرحمة والشفقة لا يعرف للإنسانية اي عنوان.

،في وقت متأخر من تلك الليلة اتى المهرب مرة اخرى حيث كان طفلها نائما وطلب منها الخروج لامر طارئ الى الغرفة الخارجية القريبة من باب ذلك المكان للحديث معها ومع اخرين حول كيفية استكمال الطريق ،قد كانت فقط خدعة منه حين وصلت لم ترى احدا هناك وكان خوفها صائبا حاولت العودة والخروج ولكن عبثا فقد اغلق الباب وهو اقوى منها ،فقام بالتعدي عليها واغتصابها .

تضيف الناشطة الاجتماعية نجبير درباس للموقع :

‏‎توقفت حينها عن السماع بدأت بالبكاء فهمت سبب ذعرها
‏‎ وخوفها سبب الالم والحزن الذي يسكن عينيها عانقتها وطلبت منها ان لا تكمل لان ليس بامكاني ان اتحمل كل هذه المعاناة سالتها ان كانت ستوافق على ان اجلب لها رعاية من منظمات مختصة برعاية الاطفال والنساء الذين تعرضوا للعنف والاغتصاب و وافقت على الفور .

‏‎ وتضيف الناشطة الاجتماعية نجير درباس :

‏‎هذه المرأة التي قالت قصتها خلال رحلة تهجيرها ووصولها لبر الامان الى مركز اللجؤ ما حدث لها ليعلم الاخرون ويحموا انفسهم ،هناك العديد والعديد من تلك الحالات ولكنها تنتهي اما بالانتحار بسبب عدم وجود وسائل مساعدة او القتل من قبل العائلة لانهم يعتبرون تلك المرأة مذنبة و بعد حوالي اسبوعين من الرعاية النفسية والجسدية من قبل المنظمات الدولية المختصة رايتها امرأة اخرى بقوة وذات عزيمة وهي الضحية بسبب الحرب في سوريا.

بقلم : نجبير درباس ، طارق أبوزينب