الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ضحايا "التيار الوطني الحر" في سبيل المجد الباسيلي

“استنزف قواه وجهده راغماً نفسه لمراضاته فلن يجزه الا الخذلان” بهذه الكلمات يوصّف أحد العونيين السابقين الوضع التي وصلت اليه القاضية غادة عون بعدما تصدرت المشهد القضائي تحت عنوان “محاسبة الفاسدين”، عندما بدأت تحقيقاتها بصفتها المدعية الأولى في جبل لبنان بملف الرئيس نجيب ميقاتي الذي ادعت عليه “بجرم الاثراء غير المشروع” بملف شراء شقق في بيروت من خلال سحب أموال من احتياط احد المصارف وحصل على دعم 1%، اتاها الرد من ميقاتي الذي اعتبر ما قامت به عون مجرد “رسالة وهي وصلت” لمعارضته انتخاب الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية.

ملف ميقاتي لم يكن يتيماً في مجمل الملفات التي سحبتها الرئيس عون من ادراج مكاتبها، والتي كانت تظهر على الشاشات في مناسبات معينة أثارت الشبهات، ان لناحية المستهدفين الذين يعارضون “التيار الوطني الحر” وحلفائه.

ويضيف العوني السابق موصفاً حركة القاضية عون ب”كلام حق يراد به باطل ” وهذا ما وضعها في خانة “الحرس القديم” للتيار البرتقالي بأشكال مختلفة لاسيما وان وديع عقل الناشط العوني كان من المرافقين الأساسيين لها في هذه الملفات، ناهيك عن طلاتها الإعلامية في ساحات القتال الخاصة بالملفات التي تابعتها وهي ترفع صوتها من خلال “ميكروفون” الخاص بـ”التيار الوطني الحر” ، ولم توفر المنتفضين على رئيس “التيار” الوزير السابق جبران باسيل وعلى رأسهم النائب السابق زياد اسود أحد صقور التيار عندما أقفلت ادراج مكاتبها على ملف الشكوى التي تقدم بها ضد امل أبو زيد.

ورغم تصدرها مشهد المداهمات لمكاتب شركة الراحل ميشال مكتف والاقتحام الذي قامت به لمكاتب مصرف لبنان بحثا عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي لم تتمكن من توقيفه او استجوابه، وبات ملفه في عهدة القضاء الأوروبي.

ورغم الاتهامات التي وجهت لها لاسيما وانها رفضت الامتثال لقرار النائب العام بمنعها من التدخل في القضايا المرتبطة بالمدعي العام المالي وخروجها المستمر للتحدث بمضامين التحقيقات التي تقوم بها الذي اعتبر خرقاً لسرية التحقيقات التي لم تختتم، وقصفها جبهات اطراف معينة من خلال استنسابيتها في فتح الملفات .

لم تتمكن القاضية عون من حماية نفسها حتى ممن دعمها فهي اليوم خرجت من المشهد القضائي وحصدت اوسمة من نوع مواقف تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي ان من الرئيس السابق ميشال عون الذي اعتبر “انها قامت بعملها ولم ترتكب أي خطأ” او من “رئيس التيار جبران باسيل وبعض المناصرين الذي صدحت حناجرهم في وقفة تضامنية امام منزلها، يوم صدر قرار المجلس التأديبي بصرفها من الخدمة، تأديبياً بناء على عدة شكاوى مقدمة ضدها امام التفتيش القضائي، واعتراضها على القرار وان ربحته، لن يعيدها الى الساحة القضائية التي طغى على ملفاتها اللون البرتقالي.

القاضية عون هي نموذج من الشخصيات التي سقطت اوراقها داخل المعقل العوني وهي ستنضم الى قائمة طويلة سبقتها من نواب شكلوا أعمدة أساسية في مسيرة “التيار العوني” الذي بدأ يتهاوى على وقع ضربات الحلفاء قبل الخصوم ،ومن الثابت ان المعارك التي خاضتها عون وفق قناعاتها “العونية” أخرجتها “من المولد بلا حمص”.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال