الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

عبد اللهيان عميد دبلوماسية "محور المقاومة" ودعمه المشبوه

قبل أن تبرد محركات الطائرة التي اقلت وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان الى مطار رفيق الحريري الدولي، تصدرت حديثه العبارة التي تشكل ابرز بنود البيان الوزاري الذي يسمح بولادة الحكومة اللبنانية، حيث أكد انه حضر الى لبنان مرة أخرى ليعلن عن “الدعم القوي للشعب والجيش والمقاومة” مضيفاً عليها الظروف الجديدة وفق توصيفه وهي بالطبع ترتبط بالاتفاق السعودي الإيراني.

ليس غريباً على الوزير الإيراني الذي زار لبنان 4 مرات منذ تعيينه في أواخر شهر آب من العام 2021 ،ان يجاهر بعبارة محور الممانعة اللبنانية لناحية الثلاثية التي شكلت ومازالت محور خلاف جوهري بين اللبنانيين.

فكيف اذا كان الأخير على علاقة وثيقة مع شركاء بلاده في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن بشكل وثيق من الرئيس السوري بشار الأسد الى امين عام “حزب الله” حسن نصر الله والفصائل الفلسطينية التي تدور في فلك النظام الإيراني من “حماس” الى “الجهاد الإسلامي” والمجموعات الحوثية.

وعلى الرغم من إضفاء الوزير الإيراني على زيارته صفة المساهمة في مساعدة لبنان عقب لقائه وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب لناحية قطاع الكهرباء واستعداد دولته لإنعاشه والتي باتت “متلازمة” يطرحها في زيارته، ولكن المعطيات التي استجدت في المنطقة إن على صعيد الاتفاق مع المملكة التي بدورها دخلت على خط الازمة في سوريا الذي سينعكس حكماً على الملف اللبناني، ومن خلال الزيارة الأولى للوزير اللهيان الى بيروت، لا يمكن التكهن بمضامينها الخفية لارتباطها بشخصية الأخير الذي تؤكد وفق ما يتم تداوله عبر العديد من وسائل الاعلام المقربة من دائرة الخامنئي، انه “العقائدي الأول بالخامنئية” في هذا المنصب لناحية تمسكه بأهدافها واتباعه النهج البراغماتي في السياسة الخارجية، وما يعزز نهجه صلته الوثيقة بالقائد السابق لـ”فيلق القدس” في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

وعلى عكس الزيارات السابقة للوزير الإيراني التي كان يستهلها من سوريا، زار لبنان أولا وخصص يومه الأول للقاءات الرسمية وسيتوج يومه الثاني بلقاء قيادات محور الممانعة، مع تمايز لافت لناحية دعوة عدد من الأطراف والأحزاب خارج الاطار التقليدي لاجتماعاته السابقة ومن بينهم “حزب الكتائب اللبنانية” والحزب التقدمي الاشتراكي وبعض نواب التغيير باستثناء “حزب القوات اللبنانية” والمرشح لرئاسة الجمهورية النائب ميشال معوض وعدد من النواب السنة الذين لم تلحظهم قائمة المدعوين.

هذا اللقاء سيكون له انعكاساته على الداخل اللبناني من حيث هوية المشاركين والبرنامج المطروح للبحث وهو امر لا شك انه لا يرتبط بمساعدة لبنان اقتصادياً بل يتناول الشق السياسي وكيفية تحصيل المكاسب لصالح محوره في ظل التطورات على صعيد الاتفاقات الجديدة والشروط المفروضة على الطرف الإيراني والسوري في الملفات التي لإيران الدور الأساس فيها من خلال ودائعها واجنحتها السياسية والعسكرية.

لاشك ان الأيام المقبلة ستظهر نتائج هذه الزيارة فإما تتجه الأمور الى التصعيد بهدف الحد من الخسائر على صعيد النفوذ في لبنان وسوريا في ضوء عجز هذا المحور عن فرض معادلته في لبنان أولاً وفي سوريا التي يتخبط فيها النظام لناحية صراع النفوذ ضمن دوائره الضيقة وعلى الرقعة الجغرافية التي تتقاسمها تركيا، فصائل الجيش الحر، والتنظيمات الكردية التي تتولى حماية آبار النفط في منطقة السيطرة الأميركية وعصابات التنظيمات الإرهابية لاسيما وان الاجتماع الرباعي بين روسيا وتركيا وسوريا وايران تم إرجاؤه الى ما بعد الانتخابات الرئاسية التركية.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال