الجمعة 9 ذو القعدة 1445 ﻫ - 17 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

فرنسا لا تزال مهتمة بلبنان واسهم قائد الجيش مرتفعة لديها

مرة جديدة تتحرك الديبلوماسية الفرنسية باتجاه لبنان وهذه المرة عبر زيارة وزيرة خارجيتها كاترين كولونا والذي يصادف وصولها غداة  الجلسة النيابية الثانية الفاشلة لانتخاب الرئيس، الوزيرة الفرنسية ستسهل لقاءاتها اليوم بسلسلة من الاجتماعات التي ستتركز على اخر التطورات السياسية الراهنة  بدءً من ملف الاستحقاق الرئاسي الى تشكيل حكومة مرورا باتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، و كانت مديرة دائرة شمال افريقيا والشرق الأوسط في وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية ان غيغان مهدت لهذه الزيارة مطلع الأسبوع الماضي  خلال  الاجتماعات التي عقدتها مع المسؤولين اللبنانيين في بيروت.

وبحسب مصادر العاصمة الفرنسية فإن كولونا ستناقش مع المسؤولين اللبنانيين أهمية انجاز اتفاق الترسيم والتي تعتبره بلادها تاريخي والذي كان لفرنسا دورا هاما واساسيا للوصول اليه لضرورته في هذه المرحلة باعتباره امر حيوي لأوروبا بشكل عام ولفرنسا بشكل خاص وللبنان وإسرائيل بطبيعة الحال.

وتشير المصادر الى ان الوزيرة الفرنسية ستؤكد خلال لقاءاتها على ضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي ضمن المهلة الدستورية من باب حرص بلادها على استقرار لبنان، كذلك ستطرق الى وجوب تشكيل حكومة جديدة والتشديد على القيام بالإصلاحات الضرورية المطلوبة تمهيدا لتوقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

مصادر العاصمة الفرنسية تستبعد في المقابل انتخاب رئيس للجمهورية خلال الفترة الدستورية لكنها تتوقع حصول توافق على اسم الرئيس القادم في فترة لاحقة يكون مقبولا مسيحيا ولبنانيا، وتلمح المصادر الى ان لدى قائد الجيش العماد جوزيف عون حظوظ للوصول الى سدة الرئاسة وهي تذكّر بالحفاوة والاستقبال الفرنسي الذي لاقاه لدى زيارته الى باريس، حيث كان له لقاءً خاصا مع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون على رغم ان رؤساء الجمهورية الفرنسية لا يستقبلون عادة قادة جيوش اجنبية خلال قيامهم بزيارة عمل الى باريس، وتلفت المصادر أيضا الى أهمية منح العماد عون ارفع وسام فرنسي يناله قائد جيش اجنبي، لذلك تعتبر المصادر ان اسهم قائد الجيش مرتفعة لدى الفرنسيين  كما انها تشير الى علاقاته القوية مع الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ودول الخليج ومصر تساعده على تولي الرئاسة علما ان الكثير من الأطراف اللبنانية توافق ضمنا وعلنا على  ذلك.

واذ ترى المصادر بان علاقة جيدة تربط سليمان فرنجية بفرنسا تلفت الى حاجته الى غطاء مسيحي في ظل رفضه من قبل “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر”.

المصادر تؤكد ان فرنسا مستمرة بدعم لبنان على الرغم من ان الطبقة السياسية الفاسدة كانت عطلت نتائج مؤتمر “سيدر” وهذا الامر ابلغه السفير بيار دوكان بالوثائق الى الرئيس الفرنسي خصوصا بعد ان اكتشف بأن هذه الطبقة  طالبت ب20% من أموال “سيدر”،  وهذا الامر حَرم لبنان من المساعدات الذي اقرها المؤتمر كما تقول المصادر.
من هنا تؤكد مصادر العاصمة الفرنسية ان لا ثقة للمجتمع الدولي بالدولة اللبنانية وبمؤسساتها وبالطبقة السياسية المسؤولة عن الانهيار المالي والاقتصادي في لبنان، والتي تعتبرها انها غير مخولة بالائتمان على الأموال والمساعدات دون قيامها باي إصلاحات.

وتكشف المصادر الى ان فرنسا التي دفعت في  العام الماضي 103 مليون يورو لترميم مدارس ودفع أقساط عن طلاب في مدارس خاصة و ساهمت في دفع رواتب عدد كبير من المعلمين تفضل تقديم المساعدات بشكل مباشر للمؤسسات والهيئات غير الرسمية وهذا الامر تعتمده في مساعدتها أيضا للقوى العسكرية والأمنية حيث تقدم مساعدات عينية ومالية من مواد غذائية ودفع بدل المحروقات للآليات العسكرية، و تمويل “الصندوق الأسود” لمساعدة الضباط والعناصر الأمنية بمبالغ مالية بشكل مباشر.

المصادر تتمنى في الختام بان يقوم لبنان بتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية المطلوبة والتي من شأنها ان تساهم في تعزيز الدولة وإعادة ثقة المجتمع الدولي بلبنان قبل وصوله الى الاندثار.