الخميس 18 رمضان 1445 ﻫ - 28 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لبنان..أصحاب المصارف وسلامة أساؤوا الأمانة والمودعون يخشون الأسوء

أموال اللبنانيين محجوزة في البنوك، مصيرها في ايدي اصحاب المصارف الذين يتخذون اجراءات غير قانونية بحق المودعين،

فيما حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يتصرف وكأنه خارج الموضوع وليس هو من يدير القطاع، فلم يحرك ساكناً عند تقييد حركة الأموال وتخفيض سقف السحوبات،

لا بل استمر في الامعان بكذبه نافيا تطبيق الـ “كابيتال كونترول”، متغاضيا ًعن كل المشاكل التي تقع يومياً في المصارف بين الموظفين والزبائن عند كل طلب سحب مبلغ مالي من رصيدهم.

لا يمر يوم منذ بدء الازمة النقدية الا ويقع اشكال في مصرف في مختلف المناطق، فبعد تقييد السحوبات امتدت الاجراءات الى رواتب الموظفين الموطّنة، حيث صدموا بعدم استطاعتهم سحب رواتبهم، حتى وان كانوا يقبضون بالليرة اللبنانية،

اضافة الى خفض سقف السحب بالدولار في بعض المصارف الى 100 دولار فقط في الاسبوع، ما دفع المواطنين الى اللجوء لافتعال المشاكل والتهديد بنشر الفيديوات من داخل المصارف علّهم يتمكنون من تحصيل جزء بسيط من حقهم.

لا بل وصلت الوقاحة الى طلب المصارف اثباتا من المودع حين يحتاج بشكل ضروري الى جزء من امواله للخضوع الى عملية جراحية او للسفر الى الخارج.

وفوق هذا كله تم ايقاف تحويل الاموال الى الخارج ما يعني لف حبل المشنقة بشكل اساسي حول التجار حيث لم يعد باستطاعتهم استيراد البضائع ما ادى الى فقدان سلع من السوق وكذلك العائلات التي يتعلم اولادها في الخارج فقد حال هذا الاجراء دون قدرتها على ارسال الاقساط المتربته على ابنائها.

ولان اصحاب المصارف يخشون من المودعين الذين صدموا بان جنى عمرهم بات رهينتهم، اصروا بعد اغلاق ابوابهم لايام على وضع عنصر من قوى الامن الداخلي لتأمين حمايتهم،

ورغم ذلك استمرت الاشكالات التي لم تقتصر على الصراخ بل تطور الامر احيانا الى العراك، منها اشكال حصل قبل ايام داخل مصرف فرنسبنك الذي رفض اعطاء سيدة مبلغ 277 دولارا تم تحويله لها،

كما حصل اشكال داخل أحد المصارف بطرابلس، على خلفية عدم قدرة الزبائن على سحب أموالهم، الأمر الذي دفع عدد من أصحاب العلاقة إلى التجمع أمام المصرف والتنديد بسياسة المصارف الجديدة،

وإشكال بين أحد المودعين وأحد المصارف في صور على خلفية المبلغ الذي يريد سحبه ولا يتناسب مع مطلبه،

ومشاهد متشابه في عدة مصارف في مختلف المناطق لا بل تم تداول مقطع فيديو لاحد الزبائن الذي حضر الى المصرف وفي يده فأساً بعد ان ضاق ذرعاً من سياسة المصارف.

كل ذلك دفع عدد من الثوار الى الاعتصام امام مصرف لبنان رافعين شعار “الليرة مش بخير”، مرددين هتافات “يسقط حكم المصرف” و”مش دافعين”، مطالبين باستعادة الاموال المنهوبة ومنددين بـ”السياسة المالية والنقدية للمصارف ولمصرف لبنان، حيث تحتجز المصارف اموال المودعين”، مستنكرين الاجراءات والهندسات المالية لهذا القطاع، مؤكدين “الاستمرار بالاحتجاج والتظاهر والتصعيد، حتى اسقاط هذه الإجراءات والمنظومة المالية التي ادت الى هذا الانهيار الحاصل”.

في حين أكد وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال منصور بطيش أن “هناك 4 مليارات دولار تم سحبها من المصارف إلى المنازل منذ شهر أيلول وهي تشكل 3 بالمئة فقط من قيمة الإيداعات في المصارف”، مشيرا الى انه “تم تحويل مبالغ من المصارف إلى الخارج لم يُعرف حجمها ولا خوف على أموال المودعين في المصارف اللبنانية”. وفي حديث تلفزيوني، شدد بطيش على ان “الحلول الجذرية للأزمة تتمثل بتشكيل الحكومة”، مشيرا الى ان “السوق اللبناني يعاني من جفاف الدولار”.

أساء اصحاب المصارف للأمانة التي وضعت بين ايديهم، بسبب السياسات النقدية الخاطئة، حيث ان ثلث الودائع ضاعت لتثبيت سعر الصرف على مدار ما يزيد عن ربع قرن وذلك بدلا من بناء اقتصاد منتج، والثلث الاخر تم التصرف به كقروض وهو مهدّد بان يلقى مصير الثلث الاول نتيجة إفلاس الدولة وتعثر القطاع الخاص، اما الثلث الاخير فتم وضعه لدى مصرف لبنان، لجني الارباح السهلة من الفوائد،

ومع هذا يحاول اصحاب المصارف ومعهم رياض سلامة ايهام المودعين ان الاموال لا تزال موجودة لديهم وان الامر يقتصر على نقص في السيولة، لكن الحقيقة ان الأموال صرفت وهدرت، وذلك من اجل شراء الوقت وتأجيل المواجهة ومعها تأجيل اعلان إفلاس المصارف.

المصدر: راديو صوت بيروت إنترناشونال

رياض سلامة…”الصحاف” الذي اغرق اللبنانيين بالتطمينات قبل ان “يغسل” يده من الانهيار!