الأثنين 19 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ما بين "إرادة الشعب" و"جشع" حزب الله خط رفيع ولكن

يعيش الشعب اللبناني أزمة “وجودية” ريعانها هيمنة “حزب الله” على مفاصل الدولة اللبنانية، من احتكار للسلاح الغير شرعي، وتسليم البلد لدولة أجنبية، كما إخضاع القضاء، وتهريب المخدرات وحماية مافيات السلطة على وقع ضائقة اقتصادية غير مسبوقة، وأزمات خلّفها الفساد وغياب الدولة لحساب الدويلة القائمة.

تكمن مشكلة غالبية المكون اللبناني مع الحزب الايراني في كيفية تعاطيه مع الازمة الحاصلة، كونه يريد “التصفيق والرضوخ” بينما الاخير “يرقص على اجسادنا المهترئة”، والمضحك المبكي ان “التمرد” كلمة ممنوعة من الصرف في النموذج الايراني، اما “الرضوخ” او “كاتم الصوت” سيد الموقف، فالتخوين لغة قديمة ما عادت تنطلي على الشعب العنيد، ولكن وسائل حزب الله الارهابية دائما بالمرصاد، إمّا السلاح وفائض القوة، أو “القتل” في مهب الريح، ولا حول لا قوة.
هيمنة “حزب الله” الذي صار يربط الدولة بسلاح تعطيل السلطات، ويقفز بفائض القوة فوق إرادتها وسيادته وتحويل لبنان منصة صواريخ سياسية دقيقة بمواجهة الدول العربية، في ظل واقع لا يمكن ان يترجم الا بالتأكيد على امعان الاخير في اغراق لبنان و دفعه الى محور طهران الاحتلالي، فالفساد “محمي” من الاحتلال وذراعه اللبنانية في عملية تبادل مصالح تمنح هذه المرتزقة الغطاء المطلوب لمباركة “الترهيب و التخريب” داخليا، ليؤدي دوره في تنفيذ السياسة الإيرانية بإحداث الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد، و الولوج الى الدول العربية ليكمل مسيرته الارهابية، بمنطق ميليشياوي على الاقلّ كما هو حد كافٍ للتعبير.

ضرب صميم الدولة ومفهومها وهيبتها، لمركزة الوصاية الإيرانية على لبنان، اولوية حتمية لحزب الله، و “الرفض” بمنطقهم غير مباح، فمن يريد بسط نفوذ الدولة على الدويلة، “خائن” و “عميل” وليتحمل النتائج وسط عجز فعلي للدولة وأمنها امام هذه المعضلة، والسكوت في هذه الحالة، امر مفروض على الشعب، و ” كاسك يا وطن” جليلة واقع فج و قاسٍ، رونقه الموت البطيء في كل الاحوال.
ليس في الامر المفروض على الشعب اللبناني التباسات او حتى مواربة، الواقع اللبناني حتماً مستنقع لا مقامات فيه، امام عالم موازي اسمه “دويلة حزب الله”، فاقدين للهويّة الوطنية، وللحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بسيطرة حزب الله على الدولة ومؤسساتها الشرعية، اللبنانيون “رهائن” السياسية الإيرانية التي أفقرتهم وعزلتهم عن محيطهم العربي، و “الارادة” الوطنية غيض من فيض والعكس حتمي وصحيح.
بين أزمة الكهرباء والمحروقات والدواء والبطالة وقضية انفجار المرفأ، وتهريب الأموال من المصارف، والفساد، وتحسين العلاقة بالدول العربية، والانفكاك من هيمنة إيران ونفوذها في لبنان، والسلاح الغير شرعي، “المباحثات والمواقف” ليسا المطلب المنشود لنشل لبنان من التعنت الميليشيوي، بل نحن بحاجة لوعي وتكاتف الشعب بمجمل مكوناته لتحريره واستعادة سيادته الوطنية، او لننتظر أي لبنان “بائس” سيولد.