الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ما هو ثمن رمي ورقة قرداحي؟

استقالة وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي لا تشكل اهمية كبيرة على صعيد اعادة العلاقات الى طبيعتها بين لبنان والمملكة العربية السعودية ودول الخليج ولا يمكن اعطاء صبغة تفاؤل على الوضع الحالي والمستقبلي لانه من الواضح ان هناك نوع من “تشاؤل” و لا يمكن الافراط بالتفاؤل لاسيما من قبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اعتبر انها “صفحة وطويت” وهو ربما لا يدرك ان الامر لا يمكن حصره بقرداحي بل بمن سماه ودعم تمكسه برفض الاعتذار والاستقالة وفق مصدر مطلع لـ”صوت بيروت انترناشونال”.

ويتابع المصدر كان على الوزير قرداحي حزم امره منذ اليوم الاول الا انه لم يبادر رغم التداعيات التي تسببها موقفه ودفع ثمنها الشعب اللبناني وهو ايضا استمر بعرض التبريرات اثناء اعلان تقديم استقالته التي خلال مؤتمر صحافي مكررا ما اورده في وقت سابق بان موقفه ادلى به قبل توزيره وهنا يطرح ما هي الظروف التي املت عليه الاستقالة بعدما كان رافضا لها وما اورده في كتاب استقالته عن ان “مصلحة الوطن اكبر من مصلحة الاشخاص” ليست مبررا بعدما “سبق السيف العزل”.

ويضيف المصدر ان استقالة قرداحي لن تعيد العلاقات مع دول الخليج الى طبيعتها “بكبسة زر” انما ستكون بداية فتح كوة لتنظيم العلاقة من خلال حوار يعلم الجميع ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون هو من يديره لكن النتائج ستبقى رهن الزيارة التي سيقوم بها الى المملكة خلال ساعات.

ويرى المصدر الى ان الجميع يعلم ان كتاب استقالة القرداحي ليس هو من يتحكم بقلم التوقيع عليه وشاع خبر الاستقالة قبل ان يعلنها من خلال المؤتمر الصحافي الذي اصر على عقده وفند فيه الاسباب التي دفعته الى الخروج من سرب الحكومة الميقاتية.

وفي الختام يشدد المصدر على ان ورقة القرداحي طويت وبذلك خرج من الحياة السياسية بتجربة مريرة قضت على آماله وطموحاته لان “المليون” ستكون من نصيب من سماه وزيرا وهو نفسه من ساوم عليه فما هو ثمن هذه التضحية لاسيما وان الرئيس الفرنسي عبر عن امله في ان يتمكن من تحقيق تقدم في لبنان خلال الساعات المقبلة ولهذا فان افراط الرئيس ميقاتي في التفاؤل بات متلازمة في كل مرة يخرج فيها مصرحا مطمئنا لن يعيد ثقة الشعب اللبناني بحكومته التي لم يتلمس منها اي انجاز منذ تأليفها الى اليوم ولعل موقف الاعلام العربي من استقالة قرداحي الذي اعتبر “انه غير مهم” يؤشر الى ان ابواب الخليج لن تفتح للحكومة الميقاتية كما يتمنى لانه يعلم علم اليقين ان مساعيها اتت متأخرة وميزان الربح اتى لصالح المملكة فهل من يتعظ؟!….