الثلاثاء 21 شوال 1445 ﻫ - 30 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مسألة رفع الحرس الثوري عن لائحة الإرهاب الأميركية لا تزال ملتبسة

فوجىء حلفاء الولايات المتحدة الأميركية حين سربت أنباء عن احتمال قبول الإدارة الأميركية بالشرط الإيراني للعودة الى الإتفاق النووي والذي بات منجزاً، وهو رفع الحرس الثوري عن لائحة الإرهاب الأميركية ورفع العقوبات عنه.

حتى الآن لم تحسم واشنطن موقفها، مع ان هذا الشرط يواجه معارضة شديدة في الكونغرس ومن حلفاء واشنطن العرب وغير العرب.

وأكدت مصادر ديبلوماسية غربية لـ”صوت بيروت انترناشيونال”، أن الإدارة الأميركية لن تخضع لهذا الشرط الإيراني، لكن في الوقت نفسه، لا معلومات واضحة حول ذلك، لأن المسألة تبدو ملتبسة.

وقالت المصادر، ان الوسيط الأوروبي لمفاوضات ڤيينا السيد انريكيه مورا يزور واشنطن لمتابعة الموضوع على ما يبدو. كما أنه من غير الواضح في حال نفذ هذا الشرط، إذا سينسحب على تعامل واشنطن مع المنظمات والأحزاب المنبثقة من فيلق القدس التابع للحرس الثوري، مثل “حزب الله” في لبنان، والحوثيين في اليمن، و الحشد الشعبي في العراق. وهذه المنظمات جزء من المنظومة التي يديرها الحرس الثوري.
وتشير المصادر، الى أنه حتى الآن لم يعرف بالتحديد تفاصيل مقدمة الإتفاق النووي وما الذي يتضمنه في مقدمته أو في ملحق له، أي شيء عن حلفاء إيران، وطريقة الحد من نفوذها في المنطقة، مع أن الطرفين الأميركي والإيراني كانا قد أعلنا أن ما يتم التفاوض حوله في ڤيينا هو العودة الى الإتفاق النووي 2015، وليس أية مسألة أخرى.

ولم تكتفِ دول المنطقة بوعود واشنطن أنها لن تتنازل لإيران في إطار العودة الى النووي. فقد انعقدت قمة النقب التاريخية وقبلها قمة شرم الشيخ، في موقف غير مباشر تجاه السياسة الأميركية حيث هناك مخاوف من التنازلات لإيران ما يؤدي الى تقويتها. وهو أمر مرفوض من الدول العربية ولهذا السبب انعقدت القمم التي تضمنتها هذه القمة في الوقت نفسه وحيث موضوعها السلام الإقليمي، واحتواء الخطر الإيراني.

يأخذ حلفاء واشنطن عليها، أنها لا تسمح لهم بالتسلح، ولا تقوم بدورها في حمايتهم حماية كاملة. والمخاطر المحدقة بحلفائها جعلتهم، بحسب المصادر، يتوحدون أكثر من أي وقت مضى. والأهم في الموضوع، أن الحلفاء الذين تطمئنهم واشنطن، يريدون أن لا يحصل شيء من وراء ظهرهم، خصوصاً وأن الدول الخليجية لا سيما السعودية لا تزال تتلقى الضربات الحوثية وكذلك الإمارات، كما لو أن إيران لم تجلس إلى طاولة تفاوض مع واشنطن، وكما لو أن الغرب كله لا يعول على إيجابيتها لدى العودة الى الإتفاق.

وتشير المصادر، الى أن التخوف العربي هو من وجود تفاهمات سرية غير واضحة المعالم على هامش الإتفاق النووي، حيث ان العرب يريدون اشراكهم في الموقف كونهم حلفاء.

وأوضحت المصادر، انه مع الوقت وإثر العمل بالإتفاق النووي سيظهر ما إذا كانت هناك تفاهمات على هامش الإتفاق تطال نفوذ إيران في المنطقة، والصواريخ البالستية، ورفع الحرس الثوري وحلفاء إيران عن لائحة الإرهاب وإزالة العقوبات عنهم.

وستكون الإتصالات المفتوحة بين واشنطن وطهران بعيد الإتفاق، أساسية في تحديد معالم المرحلة المقبلة بالنسبة الى هذه العناوين ووجود التفاهم حولها إذا وُجد، ومدى الإلتزام الإيراني بذلك.

فالإتصالات اللاحقة بين الطرفين هي التي ستبلور ما إذا كانت هناك صفقة تطال كل شيء ام أن حدود التفاهم لم تتعدَّ النووي. ومع الوقت سيدخل الطرفان في بحث حول مصير حلفاء إيران في المنطقة وأدائهم.