الأحد 10 ذو القعدة 1445 ﻫ - 19 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

مصادر العاصمة الفرنسية: المبادرة الخليجية هي نواة البيان الفرنسي-السعودي

لا تزال زيارة وزير الخارجية الكويتي الشيخ احمد ناصر المحمد الصباح التي قام بها الى بيروت نهاية الاسبوع الماضي تشكل محور اهتمام داخلي ودولي، لا سيما انها اتت في وقت مفصلي اصبح فيه لبنان بسبب بعض سياسييه يتيما عن محيطه العربي وبعيدا عن المجتمع الدولي، هذه الزيارة التي شكلت خرقا خليجيا تجاه لبنان طامحة بإعادة الثقة بينه وبين دول مجلس التعاون الخليجي من خلال موافقته على اقتراحات للمبادرة التي كُلفت بها دولة الكويت من قبل الدول الخليجية وبموافقة اوروبية -اميركية وضعت الاصبع على جرح الازمة من خلال مقاربة البنود المطروحة وهي قد تكون فتحت كوة امام لبنان للخروج من مأزقه واعادة تصويب علاقته العربية والدولية، ولكن يبدو ان الرد اللبناني لم ينضج بعد على ما تم طرحه، مع العلم ان وزير الخارجية عبد الله بوحبيب سيقوم يوم السبت المقبل بزيارة دولة الكويت للمشاركة في المؤتمر الدولي لوزراء الخارجية العرب ومن المقرران يكون حاملا معه اجوبة الجانب اللبناني على الطروحات العربية.

بالتزامن فإن التنسيق الفرنسي -العربي متواصل من اجل بحث الاوضاع الداخلية اللبنانية ، وفي هذا الاطار تؤكد مصادر في العاصمة الفرنسية مطلعة على الموقف الفرنسي بأن زيارة الوزير الكويتي الى لبنان كانت مُنتظرة وتم الحديث عنها أبان ازمة الوزير جورج قرداحي وما بعدها، حيث كان هناك كلام عن امكانية قيام وزير خارجية قطر بزيارة الى لبنان، لكن على ما يبدو انه ضمن الاتفاق بين دول مجلس التعاون الخليجي تم تكليف الكويت بهذه المهمة، وتعتبر المصادر المتابعة للموقف الفرنسي بأن محادثات الوزير الكويتي في بيروت اتت على ضوء التطورات اللبنانية المتلاحقة والوضع الاقليمي بشكل عام.

وحول ما اذا كانت منسقة مع الجانب الفرنسي تؤكد المصادر بأنها نواة مبادرة خليجية –عربية- دولية واتى ذكرها في البيان الفرنسي-السعودي الذي يشكل الاساس لها، وهذا الامر يؤكد ان باريس على علم كواشنطن بهذه المبادرة، وتشير مصادر العاصمة الفرنسية الى الاجتماع الذي سيعقد اليوم الاربعاء بين وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن ووزير الخارجية الكويتي والذي سيتناول بنود المبادرة والتي تَعتبره من المسلمات العادية لانه عندما تسمى مجموعة الدعم الدولي التي تجتمع في لبنان والمؤلفة من سفراء الدول الكبرى وعندما يتم الكلام عن اتفاق الطائف وقرارات مجلس الامن فإن كلها امور بديهية ولكن الصعوبة تكمن دوما في التطبيق.

وتشيد المصادر بديبلوماسية الوزير الكويتي ودقته في اختيار كلماته وعباراته كي لا يحرج احد، ولكنها تشير الى اهمية الحماسة التي ابداها لعودة لبنان الذي لا يمكن له ان يعيش الا في كنف الشرعية العربية والشرعية الدولية ، لافتة الى ان موقعه الجيوسياسي وتركيبته وتاريخه واقتصاده وحتى حالة الانهيار الذي يعاني منها اليوم يرتبط بذلك.

وتشير المصادر الى ان ما تطالب به المبادرة هي تنظيم العودة الى الشرعية العربية والدولية، لان المسألة اصبحت بيد القوى السياسية اللبنانية وعليهم ان يختاروا ما اذا كانوا يرغبون بانقاذ بلدهم ام لا.

وتشدد المصادر السياسية في العاصمة الفرنسية بأن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي ستكون مرتبطة بخيار القوى السياسية اللبنانية، لان من يمول الصندوق هي هذه الدول، ومن هنا دوما يعطى للبنان اوكسجين خصوصا انه كان هناك فكرة بان يتم تمويل صندوق فرنسي-سعودي-اماراتي للاعمال الانسانية في لبنان، ولكن رغم هذا الاوكسجين حسب المصادر لم يكن هناك خطط متكاملة انقاذية دون ان يكون ذلك مرتبط باستعادة الدولة اللبنانية لسيادتها و بعودتها الى الشرعية العربية والدولية.

وتشير المصادر الى انه رغم تشابك الملفات مع بعضها، فإنه ربما يريد البعض استخدام لبنان كورقة والمساوامة عليه، لكن الملفات لكل منها خصوصياتها وللملف اللبناني كذلك.

وترى المصادر ان “حزب الله” لن يقبل بسهولة باستعادة الدولة اللبنانية لذاتها، ولكنه ليس بوضع يمكنه ان يكون الامر االناهي، وتشير بأن عودته الى مجلس الوزراء تدل على ذلك، وتلفت الى ان كل التفاهمات حاليا ليست العربية والدولية فقط بل روسيا والصين ايضا، كلها لا تريد ان يعود لبنان ليكون مسرحا لصراعات لا تنتهي، او مسرحا للارهاب او لتصدير اللاجئين، مما يعني ان هناك تشابك مصالح في هذا الموضوع وعلى “حزب الله” ان يختار رغم ان الامر ليس بسهولة لديه، ولكن تقول المصادر:” اذا بدأنا بما تم الاتفاق عليه في اخر طاولة حوار من قبل الرئيس السابق ميشال سليمان حول موضوع الاستراتيجية الدفاعية والبدء باستعادة الجيش لكامل صلاحيته في موضوع السلم والحرب، يمكن ان تكون هناك تدريجيا بدايات مشجعة تُطمئن الجميع وتضعهم امام مسؤولياتهم ، اما اذا اراد “حزب الله “اعتماد خيارات اخرى مغايرة يمكن ان يجّر لبنان الى اوضاع اكثر صعوبة وتحديات جسام”.

وتؤكد المصادر ان الاتصالات الفرنسية –السعودية بشأن لبنان لا تتوقف وهناك تنسيق مستمر في ما بينهما وحاليا هناك تطورات متعلقة بقرار الرئيس سعد الحريري و المبادرة الكويتية.

وتختم المصادر ردا على سؤال قائلة:” عندما نسمع الموقف الايراني من اليمن ونلاحظ ما يجري تجاه دولة الامارات العربية المتحدة، نفهم جيدا ان هناك من يريد ان يمتد التخريب الى كل الاقليم واعتقد ان الافراج عن لبنان مسألة صعبة جدا لكن بالرغم من كل ذلك لا بد من المحاولة”.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال