الجمعة 19 رمضان 1445 ﻫ - 29 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ملف لبنان أساسي في القمة الفرنسية-الأميركية

لزيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى واشنطن والقمة التي يعقدها مع نظيره الأميركي جو بايدن أهمية خاصة، حيث الزيارة هي الأولى من نوعها وحيث سيؤكد ماكرون بحسب مصادر ديبلوماسية غربية، على العلاقة العميقة والدائمة بين الولايات المتحدة وفرنسا والتي تقوم على القيم الديمقراطية المشتركة، والعلاقات الاقتصادية والتعاون الدفاعي والأمني.

ويناقش الرئيسان مواضيع عدة في مقدمها مسألة الطاقة العالمية، والحرب الروسية على أوكرانيا. لكن في ما خص الشرق الأوسط، سيتركز البحث على الأزمة في لبنان، وفقاً للمصادر، فضلاً عن الملف الإيراني في كافة وجوهه من البرنامج النووي ودور إيران الاقليمي الى الثورة المستمرة على مدى ثلاثة أشهر.

وفي ما خص لبنان، فإن الرئيس الأميركي سيستمع الى شرح من الرئيس ماكرون حول الحركة الفرنسية في ما خص رئاسة الجمهورية. لا سيما وأن هذه الحركة منسقة مع الأميركيين أساساً. وهناك تطابق في وجهات النظر في المتطلبات والواجبات الملقاة على أية شخصية لبنانية ستتولى سدة الرئاسة الأولى، مع دعم السرعة في انتخاب رئيس يطوي الصفحة الحالية من الإنهيار، ويفتح صفحة جديدة اقتصادياً وسياسياً تقوم على برنامج متكامل ورؤية جديدة للبلد. وسينكشف بعد الزيارة اتجاه الأمور، والتقييم للأسماء المطروحة للرئاسة.

وفي حين ينتظر الأفرقاء اللبنانيون زمن التسويات، بحيث يتحول عندها المستحيل الى ممكن وفي ظل اتفاقات وتفاهمات خارجية يصبح الحل متوافراً.

لذلك تدفع واشنطن وباريس في اتجاه توافر الظروف الاقليمية والدولية الملائمة للانتخابات، وهذه الظروف حالياً غير مؤاتية حيث التوتر على كل الجبهات ان في المنطقة، او بين واشنطن وموسكو، او بين روسيا وأوكرانيا حيث الحرب مستعرة، وحيث تراكم وراءها اصطفافات إقليمية ودولية. وأي تسوية في لبنان وفي الخارج تقتضي حداً أدنى من التفاهم الأميركي-الروسي، وحيث الآن العلاقات في أسوأ حالها. انها غير مقطوعة ولكنها سيئة. ثم ان الحرب الأوكرانية تبدو طويلة، والأوروبيين مشغولين بها وقد باتت حرباً أنهكت الاقتصادات الأوروبية لا سيما لتأمين الوقود لبرد الشتاء. كذلك الآن يفرض الأوروبيون عقوبات على إيران على خلفية قمعها التظاهرات وتدخلها في الحرب على أوكرانيا، وفي السابق كانت لفرنسا ولألمانيا خطوط تواصل مع إيران، والآن باتت شبه مقطوعة، فضلاً عن أن الاتفاق النووي بات صعباً. وكل هذا الجو ينعكس على لبنان.

إزاء ذلك، واستناداً الى المصادر ل”صوت بيروت انترناشيونال”، يبدو أن لإيران علاقات مميزة مع روسيا من جهة ومع الصين من جهة أخرى. مما يحمي إيران خصوصاً على الصعيد الدولي بحيث أن أي قرار لن يصدر عن مجلس الأمن يتضمن إدانة لإيران. وبالتالي كل الملفات في المنطقة بما فيها اللبناني خاضع لنضوح التسويات الكبرى بحيث أن القوى الأساسية تبيع وتشتري، وحتى الآن واشنطن غير مستعجلة على ذلك.

في هذا الوقت المستقطع على ذلك، يبدو رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل متروك لمواقفه والتفتيش عن دور له لأن الزمن ليس زمن تسويات. و”حزب الله” يترك باسيل لتعبئة الفراغ الحالي واللا اتفاق. لأنه يدرك أن لا تسويات تلوح في الأفق. وليس لدى الحزب مشكلة في إعطاء باسيل هامش للحركة، وكذلك للخلافات مع كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، وهو يتفرج. ذلك لأن ما يهمه هو الأمور الاستراتيجية في البلد والمنطقة، وليس الأمور الصغرى التي تؤذي علاقته مع بري. وطالما الحل لم ينضج، من المتوقع بحسب المصادر، أن يُبقي باسيل على “عدم التوازن” السياسي، وهو نفسه يدرك أنه لا يمون على شيء.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال