والبلد الذي تتساقط مؤسساته بيد إيران ، وصل فيه الدولار لأرقام قياسية ، وفقد ٨٠ بالمائة من قيمته خلال أشهر ، وكذلك البطالة التي لاحصر لأرقام الداخلين إليها ، وبما أن الدولة أفلست ، والشركات أعلنت وتعلن إفلاسها ، وقد هاجر مئات الآلاف من المواطنين ، يحق لنا أن نسأل : مالذي سيكتبه المؤرخون عن الجنرال عون؟
وداخلياً أيضاً ، لا ثقة اليوم بأي تحقيقات يجريها أي جهاز أمني يشرف عليه أعوان عون ، وأي إشراف قضائي هو محط شبهة كذلك ، طالما أن هذا القضاء لا يتمتع بالسرية حتى صدور الحكم النهائي كما ينص القانون ، ويجب هنا محاسبة كل من يسرّب مضمون التحقيقات في أي ملف قبل محاسبة المشتبه به أو بها ، ونقطة من أول السطر ، القضاء في لبنان مسيس.
وأما أمنياً .. فإن لبنان وزير الداخلية العوني يكرّر اليوم كلام زعيم حزبالله عن وجود تآمر ، بل يبدي قلقه من تسرّب مقاتلين من داعش عبر الحدود مع لبنان ، ولتذكير معاليه هنا نقول : خير من تخصص في نقل الدواعش وضمان حرية تحركهم على امتداد سوريا طوال سنوات فريقان : نظام الأسد وميليشيات إيران وأجيرها سيدك في الضاحية الجنوبية.
ولعل الأيام الأخيرة كانت مزعجة للتيار العوني وللعهد الباسيلي ، ففي لبنان فشل لقاء بعبدا في تغييب مسؤولية سلاح حزب الله عن أزمة البلد ، وفي أميركا سقط إيليوت إنغل صديق العونيين ورجل إسرائيل الأول في الكونغرس ، وفي الخليج العربي لاتزال الرؤية واحدة ، لبنان يجب أن يكون بدون حزب الله وسلاحه ، وفي الشارع الحراك يزداد كلما زاد الجوع.