الأثنين 19 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ميليشيا إيرانية اعضاؤها "لبنانيون"

وكيل الثورة الإسلامية في لبنان، مرجعه الاول “الولي الفقيه الإيراني” وله كل الولاء والطاعة، حزب الله الارهابي وبشهادة من اهله اعترف ويواصل الاعتراف إذعانه المطلق للثورة الخمينية، فرض سياسة الأمر الواقع في لبنان عبر قوة السلاح زاعماً ان متراسه موجهاً ضد العدو الصهيوني، علما انه الخروقات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية من دون أن يفعل هذا السلاح أي شيء، وفي ظل الضربات التي يتلقاها بالذّل في سوريا، المنطق يطرح عدّة تساؤلات فحواها جدوى هذا السلاح، وضد من اذاً هو موجه؟

تحت شعارات رنانةٌ، سقطت “بيروت”، لم يكن “العدو الصهوني” هو المحتل، للاسف، كان هذه المرة العدو من الداخل اللبناني، تحت نير الاحتلال الفارسي الممثل بحزب الله انهارت العاصمة اللبنانية، والجدير بالذكر ان هذا الامتداد كان متسلح بشعار “مقاومة إسرائيل”، اي بما يصب رأساً بعاطفة الجمهور اللبناني -المخدوع- بطوائفه المتعددة.

منذ مطلعه سنة ١٩٨٥، عملت ميليشيا حزب الله المرتبطة بنظام الولي الفقيه في إيران، على السيطرة على الداخل اللبناني قبل أن تمتد أعمالها الإرهابية إلى معظم الدول العربية خدمة للمشروع الفارسي القائم على نشر الفوضى بالمنطقة العربية لتنفيذ أجندات طهران التوسعية الحاقدة، مما ادى الى اضعاف الدولة اللبنانية وعزلها التام عن محيطها العربي.

انشقّ حزب الله شرقا إلى سوريا منصرفاً إلى العراق مروراً باليمن، في معركة ممنهجة على الدول العربية والخليج العربي متخذاً شعار محاربة إسرائيل شماعةٌ يغطي بها ميليشياته كلما صوب احدهم اصابع الاتهام على ارهابه و خطته التوسعية مما يشير إلى أنه على موجة واحدة تخدم “العدو الصهيوني”، فالمراد الصهيوني-الايراني كما هو واضح ذو ايدولوجية “واحدة”، “اضعاف و تشتيت الدول العربية بقصد الاحتلال”، اما عن مسرحية المقاومة، فالعدو المزعوم موجود على حدود لبنان الجنوبية، ولا هو بمنتظر شرقاً على “اجر و نص” ولكن يبدو أن “سيناريو” تحرير القدس ليست ضمن اولويات الأجندة الإيرانية، بل مجرد شعار لجمع الحشود و التحجب على بغيتها التوغلية المتطرفة.

تقاطع مصالح مشبوه بين سلاح حزب الله الايراني والعدو الاسرائيلي المزعوم؟

السلاح غير الشرعي، المصدّر و الممول من ايران وضع الوصاية الإيرانية محل الاحتلال الإسرائيلي، مما ادى الى تحقيق “المبتغى الصهيوني” الذي لا يتوارى امين عام حزب الله حسن نصرالله بالحديث عن محاربته في كل مناسبة تستدعي الاخير “لاستئثار” شعبي و خاصة الجزء الشيعي الذي يدفع اليوم حياته و مستقبله “سدى” مقابل مزاعم واهية و اكاذيب واضحة، كشفت مشروع حزب الله الرامي إلى “مذهبة” المقاومة في خدمة مباشرة لإسرائيل.

لبنان و شعبه لم يوقع سلاماً مع العدو الاسرائيلي ولكنه لم يقرر ان يخوض “حرباً” -غير قادر على مجابهتها- ضد الكيان الصهيوني، ويلتزم بالهدنة و الحياد، فوجوده على المحك، والانهيار الكليّ حقيقة وواقعاً، اما عن حزب الله، فهو لا يستشرف سوى المصلحة الإيرانية، و عليه يبقى بوق “مناهضة التطبيع” الورقة الاخيرة المستعملة من قبل الميليشيا الايرانية لشدّ العصب، كما ان سياسة الترهيب والترغيب تكمن في كونها سيدة كل موقف مرّ به الشعب اللبناني اجمع.

حسن نصرالله، الخوّار الاعلامي “للثورة الخمينية” الارهابية في خطابه الاخير شدد على ان المقاومة بكل فصائلها ومن ضمنها حزب الله، هي التي حافظت بالدم على “هوية لبنان” التي كادت أن تندثر عام 1982″، مشيرا إلى أن “حركات المقاومة في المنطقة لها رؤية واقعية ليست بآمال ولا أوهام، حيث أنه “يعتقد” أن الكيان الصهيوني كيان مؤقت وبدأ بالتراجع، مجاهرا بتحويل الدولة اللبنانية الى لبنان إلى مصنع للصواريخ والمُسيّرات الارهابية متبجحاً بأعداد الصواريخ الموجودة في الداخل اللبناني و كأنه يعيد الى الاذهان التصور المأساوي لانفجار “مرفأ بيروت” الذي هدد نصرالله قبيله بعملية ضرب “مرفأ حيفا” و ما بعد حيفا المحتلة و لبثت بيروت و موانئها قيد اليتم و الموت، لا ترقد بسلام، انما تحت التراب و الرماد.

نصرالله يحاضر بالوطنية وهو نفّذ عمليات اجرامية من نوعها بحق بيروت في 7 أيار وعمليات بلطجية بحق الثوار و معركة عين الرمانة، “حزب الله” استخدم سلاحه الايراني في الداخل وقتل العديد من اللبنانيين المعارضين لنهجه المتطرف، كما خوّن و اغتال اللبنانيون الذين يريدون نزع هيمنة حزب الله عن دولتهم وقرارهم السيادي، ناهيكم عن مشهد الاغتيالات لقيادات وطنية بارزة في المقاومة الوطنية، على رأسها المفكر الشهيد حسن حمدان الملقب بمهدي عامل سنة 1987، و التي استهدفت خاصة قيادات من الحزب الشيوعي مثل الشهيد حسين مرّوة، الجهة الأولى التي حزمة اللواء بالتصدي للعدو وألحقت به “أضراب” لاذعة في بيروت والجنوب وغيرها من المناطق المحتلة، على ايدي من مجدوا “كاتم الصوت” في وقتنا هذا ما هو الا “تينيت” لميليشيا حزب الله ليحظى “بالصيت” بينما العمل كان “للمقاومة الوطنية اللبنانية” لا تلك المنسوبة لايران جهراً في لبنان.

لم يكن ينقص الواقع اللبناني الذي يتخبّط في انهياره المالي وأزماته مع الخارج، إلا أن يتبجح حسن نصرالله بالصواريخ و المتاريس العسكرية الايرانية في الداخل اللبناني على نحو يزيد المآسي اللبنانية و الحقد على العروس “بيروت” المدينة التي ترملت بصدد ورقة بيد الولي الفقيه.

تفاقم الأزمة الاقتصادية وتفاقم الدين العام بسبب السلاح والمقاطعة السياحية، العقوبات الاميركية، العزلة السياسية، التهريب والتعطيل، حرب تموز العبثية، المعابر غير الشرعية والاغتيالات وغسل الأموال وتجارة المخدرات والإتجار بالبشر أشد من الفساد كما ان تغطية المطلوبين امنياً والفاسدين فساد مضاعف، والساكت عن الحق هو “نصرالله” الاخرس، راعي التحالف الشيطاني، و “ما أفصحَ القحباءَ عندما تحاضر بالعفّة”.