الأثنين 19 شوال 1445 ﻫ - 29 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

وطنٌ خسر رفيقه

انه الرفيق، لم يكن فقط دولة الرئيس، كان دولة في رئيس، حوى الطوائف والأديان والثقافات والأفكار والتوجهات السياسية؛ و كانت رؤيته تقوم على نهج “الاعتدال و الوطنية”.

و اليوم، في تاريخ ١٤ شباط، في ذكرى اغتياله، و اغتيال وطن بأكمله، تعود بنا الذاكرة لتفتح جرح القلب ولتملأ عيوننا بدموع من حمم، أين نحن اليوم منك يا ايها الشهيد؟

من قتلك، يقتل اليوم لبنان بمجده واتحاده،
‏من غدر بك يا دولة الرّئيس، يعبث بلبنان واصالته،
خافوك فقتلوك وحاولوا محو أثرك الجميل في لبنان ولكن لا تقلق، كل عربي ولبناني اصيل سيبقى دائماً وفياً لك يا سيّدي الشهيد.

“لا ما نسينا و بعدك فينا و بعده الوطن هو الغاية”

احببت لبنان و عشقت بيروت حتى الشهادة، ايامك‬⁩ كانت زمن الاعمار و الاعتدال و توق للازدهار و التقدم و الانفتاح، و العاصمة كانت معقل العروبة والمقاومة الشريفة، فمن علّم وعمّر ورفع اسم لبنان عالياً  في المحافل العربية والدولية ‬⁩ لا يمكن إلا أن يبقى حياً فينا، و تاريخ استشهادك، هو تاريخ اغتيال “لبنان وكل اللبنانيين” ، “١٧ سنة” يا رفيق ونحن ندفع ثمن غيابك عنا، فما احوجنا اليوم اليك..

رحل من كان يتمتع بإرادة قوية واستطاع ان يجعل اللبنانيين يتبنوا وثيقة إتفاق الطائف وانهاء الحرب الأهلية الى تكريس نهج الاعتدال، رحل _اعيدها_ من استطاع أن يخلق مناخ جديد على أساس المواطنية والانتماء للوطن ونسيان صفحة الحرب اللبنانية ونجح بوضع لبنان على الخريطة العربية والدولية.

“باستشهادك انتهى ⁧‫لبنان‬⁩ وأصبح دولة فاشلة ومارقة ومنبوذة على غرار ⁧‫إيران‬⁩ وتوابعها”.

يوم رحيلك يا سيدي الشهيد، بات تاريخ محفور في قلب كل لبناني “وطني” يؤمن برجال الدولة، انه يوم شهد به شعب على استشهاد “رجل بحجم وطن” وفي ذكراك بعد مرور وقت طويل، لا يسعني إلاّ أن أشكي لك الواقع المرير الذي صبغ أيامنا منذ خسرناك، و كلّي يقين ان صدى “الوجع” مسموع عندك، يا من كنت تسمع الكبير و الصغير.

يا ابا بهاء، بعدك، الشعب اللبناني يصارع في زمن تراكم الدين، و إنتشار الفساد، و زمن الإحتلال و قمع الحريات و تزوير الإنتخابات، و تعاظم قوة الميليشيات، الشعب اللبناني يتخبط بظل دويلة ايرانية تحكم الدولة اللبنانية، و “سويسرا الشرق” كما حضرتك حلمتم بها باتت بلد منزوياً، لبنان يشهد عزلة دولية وعربية و الاتي اعظم .

يا سيدي الشهيد، انفجرت “بيروت” و المجرم واحد و معروف، حرٌّ طليق يعبث و يحكم بدون اي حسيب و لا رقيب، و لا تدقيق جنائي و لا من يحزنون، امهات لبنان باكيات ارواح شهدائهن، و ازواج ترملت و اطفال تيتمت، و الحقيقة لن تأتي، و لبنان على مشارف الهاوية، و الامل اليوم خافت، لان لا يوجد “رفيق” للبنان و شعبه ليرمم النفوس و البلد.

يا دولة الرئيس، بسلاح حزب الله يتم اليوم حماية هذه الطبقة الفاسدة، فهذه الميليشيا اوصلتنا الى الإنهيار الاقتصادي و الحصار المالي و نحن نعيش الآن في قبضتهم على مؤسسات الدولة، و الاخير فرض علينا الوصاية بالتعيينات و بدء البلد بالتقوقع وخروجه من محيطه العربي ودخوله محور الممانعة برعاية إيرانية دون مراعات مصالح الشعب اللبناني، اتذكرك عندما كنت تقول “لبنان اولا”، اليوم لا لبنان و لا حتى شعبه بالبال.

“ما حدا أكبر من بلده”

ما يعزينا اليوم كشعب لبناني ينتمي الى المدرسة الحريري الوطنية اقوالك التي كانت تحمل همومنا، ” الشعب اللبناني قادر على تخطي الأزمات”، كنت دوما تردد هذا القول، و هذا يذكرنا رغم كل الظروف الصعبة ان ما وصلت شجرة لربها، سيتم اقتلاعها بهمّة شعبك و ناسك الاحرار و المستقلين، لبنانيين و لبنانيات، مسلمين و مسيحيين، على عهدك و نهج باقيين.

يا ابا بهاء ،ذكراك خالدة أبد الدهر، و مشروعك امانة برقبتنا، روحك غادرتنا جسداً وبقيت معنا في قلوبنا، نستذكرك رجلاً عظيماً أعطى لبنان روحه، وفي هذا الوقت خاصة ندرك كم نحن بحاجةٍ إليك، بيروت لن تنساك، كنت ابنها و اباها المقاوم الحقيقي والقائد الملهم لنهضتها وعزها، و عالوعد يا رفيق، بوعدك “حنكمل دربك” .

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال