وقاحة تخطّت كل الحدود.. مرتزقة ايران تحاضر بالعفة

عندما تصبح المقاومة عابرة للحدود وأداة لقمع الناس والثائرين على الفساد، حكماً تتحوّل الى ميليشيا محتلة لسيادة الوطن، و المضحك المبكي حتماً ان يُحاضر شعب يتخبط بشكل يومي بالانهيار الذي هو احد اسبابه الرئيسية، “عميل” يدعي “العفة” و هو مرتهن لخدمة الفرس، و المهدد الاول للبنان و شعبه.

اطل امين عام حزب الله حسن نصرالله على اللبنانيين مساء الاثنين الفائت متحدثا عن انتصاراته و حزبه الواهي، متوعداً كالعادة على “اجر و نص” لأميركا و اسرائيل متملقاً بدوره اسياده الفرس، و ليمر مرور الكرام على الحال اللبناني، و لكن الجديد هذه المرة وصول الحال به تصعيدياً الى اعلان المعركة على الجيش اللبناني، ليتحفنا بمعادلة الاحتلال الامريكي بالايراني واقناع العقول الحجرية ان من يطالب بسلطة وسيادة الدولة يوصف بالعميل، و من يطالب بحصر السلاح بيد الجيش ينعت بالخائن، قاطعاً الطريق امام اي حلحلة عربية بالنسبة للبنان المعزول عن محيطه.

و لتفنيد خطاب العميل الاول “للسفارات”، يجب ان تعي عزيزي القارئ ان كل ما فعله حزب “ولاية الفقيه” منذ تأسيسه حتى اليوم، بحسب امين عام حزبه يصب بمصلحة لبنان، و لكن حقيقة ما كان يصب الا بمصلحة دويلة حزب الله ، “خوف، جوع، و عدم استقرار” و “مصلحته” لبنان كجزء من ولاية الفقيه تحققت، فلما النكران، لبنان الدولة بكامل مؤسساته خاضع لايران و اللبنانيين يعيشون بحقبة هذا الاحتلال، وقاحة تخطّت كل الحدود!

كل ما كبّدوا لبنان من كوارث وعزلة وترهيب، و لا حل الا بقطع دابر ارهاب ميليشا ايران‬⁩ والباقي نتائج لهذه المشكلة وهي المسبب لكل المشاكل الاخرى، فلا دولة بوجود سلاح خارج دائرة المؤسسة العسكرية تحت أي مسمى.

تهجم نصرالله على الجيش هدفه تسهيل مهمة إيران في المفاوضات وطمأنة اسرائيل، فالحقيقة ان الحكومة لا تجتمع الا اذا اراد الولي الفقيه ناهيكم عن ان رئيس الجمهورية لا يقدم على فعل شيء الا اذا وافق الاخير، اما عن المجلس النيابي، فهو بيد حليفيه و بالتالي لبنان بالمحور الايراني بالكامل، و لا امل بإنهاض الدولة بأي شكل من الاشكال.

1500 ميل بين ⁧‫لبنان‬⁩ و ⁧‫اليمن‬⁩ لم تقف عائقا أمام ميليشيا خادم الإرهاب ⁧‫حسن نصرالله‬⁩ وسط صمت حكومة ⁧‫بيروت‬⁩ المسيطر عليها من حزبه، و الاخير خرج علينا في عباءة الواعظ الأمين ويده تقطر دما.
لهث جاهداً ليتحدث عن المقاومة و السيادة متناسياً انه “المحتل الاول” للشعب اللبناني عامةً، و انه و حزبه الذي دمر لبنان وافقر وشرد شعبه وقتل اطفاله ونهب امواله من يخوض معارك وهمية خاسرة هدفها المزيد من التخبط للبناني لتوسع النفوذ الايراني.

حزب الله عقب خطاب نصرالله الاخير‬⁩ تحدى قيام الدولة جهراً، و قطع الطريق أمام المبادرة الكويتية لحل الأزمة اللبنانية الخليجية، واصفاً اياها “بالإملاءات”، لكنه تغاضى عن إملاءات ⁧‫ايران وقياداتها التي أخذت ⁧‫لبنان‬⁩ وشعبه رهينة تساوم عليها في مفاوضاتها حول تطوير سلاحها النووي ومشروعها التوسعي في البلاد وسوريا واليمن والعراق، اذاً الالتزام بمسار الإصلاح السياسي والاقتصادي والمالي واعتماد سياسة النأي بالنفس واحترام سيادة الدول العربية والخليجية ووقف التدخل السياسي والعسكري في الدول المجاورة بما يخدم الثورة الخمينية معدوم.

اخيراً، افضل رد على وقاحة ملالي ايران هو التعامل مع اذنابه وعصاباته باليمن ولبنان وسوريا والعراق كإرهابيين والعمل على قطع دابرهم بكافة الطرق فضلاً عن عدم التهاون او محاولة التعامل معهم بدبلوماسية فهؤلاء لا يفهمون الا بلغة القوة و القتل، هكذا هم جماعة الملالي، “همج” بالمختصر المفيد.