الخميس 18 رمضان 1445 ﻫ - 28 مارس 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ولادة الحكومة محكومة بهاجس الانتخابات النيابية والداخلية العقدة الاساسية

زيارات مكوكية يقوم بها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى قصر بعبدا في وقت تتناسل فيه المعلومات حول الطبخة الحكومية ويبدو ان الطروحات لم تتطابق بين السراي الحكومي وبعبدا لاسيما لناحية المداورة في الحقائب ولكن ما رشح الى الان يؤكد ان العقد السابقة لم يتم تفكيكها وهي مازالت تشكل صاعق تفجير التأليف وهي مرتبطة بـ3 حقائب المالية والداخلية والعدل.

اليوم غادر ميقاتي قصر بعبدا لكنه لن يعود في اليوم التالي كما اعتاد منذ تكليفه بل بعد ثلاثة ايام هذا المدى الزمني هو التعبير الابلغ على انه “مش ماشي الحال” وفق مصادر متابعة للتسريبات التي يتم تداولها حول المشاورات الحكومية.

ويضيف المصدر ان المشكلة الاساسية ترتبط بمن سيدير الانتخابات النيابية وهذا الامر يشكل هاجسا كبيرا لجميع الاحزاب والشخصيات السياسية والتي بدأت تتلمسه منذ بداية الثورة التي رفعت شعار “كلن يعني كلن”.

ووفق المصدر طرح الرئيس ميقاتي على الرئيس عون ان يسمي شخصية معينة لحقيبة الداخلية وهو يختار شخصية اخرى فكان جواب رئيس الجمهورية ان لا اسم محدد لديه عندها اقترح ميقاتي اختيار اسم يرضي الطرفين ولا يعترض عليه عون وسحب اسم الوزير السابق رشيد درباس على اعتبار انه غير طامح سياسيا ومتوازن مع الجميع طبعا من منظار الرئيس ميقاتي لكنه لم يحصل على اجابة من الرئيس عون.

ويتابع المصدر انه بات هناك قناعة ان اللاعب الاساسي يظهر دائما اشارات ايجابية تطلق صفارة الامان للانطلاق في عملية التأليف وعندما يدخلون لعبة الاسماء والحصص يقوم بالضغط على حبال الاطراف المعنية وهذا ما ظهر واضحا في اطلالة رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي اوحى انه لن يكون عاملا معطلا وان لم يسمي ميقاتي الا انه حاول في طلته التلفزيونية الاخيرة توجيه رسائل واضحة ان الرئيس ميقاتي سيكون ضحية كالذين سبقوه من مصطفى اديب الذي لم يتكبد الكثير من الخسائر وقفل عائدا الى مكانه الطبيعي قبل ان تتم محاصرته.

ولعل الخطأ الكبير الذي ارتكبه ميقاتي هو ثقته الزائدة بقدراته التي لا يمكن استثمارها سوى في اعماله التجارية لان الشروط التي تخضع لها الحكومات لا يمكن ان تخضع لعمليات حسابية مثل اعطائه لنفسه مهل معينة للوصول الى اتفاق على الحقائب الوزارية وانزال الاسماء عليها .

ومن خلال اطلالته التلفزيونية التي اكد فيها انه “لا يقيد نفسه لا بأيام ولا اسابيع ولا اشهر لتأليف الحكومة” اوحى ان لا سقف زمني للولادة الحكومية وهذا الامر يؤشر الى ان البلاد ذاهبة الى المزيد من الانهيار . فحتى لو ولدت الحكومة خلال هذا الاسبوع لن تستطيع تحقيق المعجزات ولكن الخوف من المماطلة لحين اقتراب موعد الانتخابات النيابية وانتهاء المهل لدعوة الهيئات الناخبة في ظل حكومة مستقيلة ورئيس مكلف وقد يكون احد عوامل التمديد للمجلس النيابي وابقاء احجام الكتل على ما هي عليه.

ويتابع المصدر بات الرهان على يوم 4 آب في ظل الدعوات لاحياء ذكرى انفجار مرفأ بيروت والتي تبدو وقودها جاهزة للاشتعال بعد رفض رفع الحصانات الى التأخير بتأليف الحكومة الذي يهدد مصير المساعدات الدولية التي لن يفرج عنها ما لم تتزامن مع حكومة اصلاحات هذه الامور قد تكون الشرارة التي ستشعل الغضب الشعبي والتي قد يتطور الى فوضى امنية قد تستدعي تدخلاَ دوليا يترافق مع عقوبات على المعطلين طال انتظارها .