الحركة الدولية حيال الاستحقاق الرئاسي اللبناني لا زالت لا ترقى الى المستوى المطلوب ولا إلى مبادرة جدية مطروحة. وفي المحصلة حتى الآن، لبنان ليس مطروحاً على الأجندة العربية أو الغربية بحسب مصادر ديبلوماسية شاركت في لقاءات دولية وعربية على مستوى رفيع.
وتؤكد المصادر لـ”صوت بيروت انترناشيونال” أنه عدا أن كل دولة لديها مشاكلها وأولوياتها نسبة الى المسائل الدولية المطروحة سياسياً واقتصادياً، لكن هذه الدول تقوم بتوجيه أسئلة الى المسؤولين اللبنانيين حول الواجبات المطلوبة منهم تجاه بلدهم وشعبهم، وان المجتمع الدولي في البداية ينتظر منهم خطوات يجب القيام بها فوراً ودون تلكؤ.
وتعتبر الدول، استناداً للمصادر، انه لطالما ان المسؤولين في لبنان لم يقوموا بأي شيء فعلي، فإن الدول مشغولة عنهم بأولوياتها. حتى أن الدول باتت لديها شكوك بالطبقة السياسية وبأنها مرتاحة لترك لبنان وأوضاعه بهذا الشكل غير المعقول ولا المقبول لسبب ما في نفسها.
الدول تنتظر الواجبات التي يجب على المسؤولين القيام بها، كما الأفرقاء السياسيين وهي انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والقيام بالإصلاحات الاقتصادية المطلوبة. الدول تنتظر تحرك البنك الدولي حيال لبنان، والبنك الدولي ينتظر الاصلاحات الكافية لكي يتحرك. وتفيد المصادر ان المسؤولين الدوليين يستمعون الى المسؤولين اللبنانيين، لكنهم يسألونهم أين أصبحتم في المهمات الموكلة اليكم. وتعتبر الدول وفقاً لما يفيدها سفراؤها من بيروت أنه بالإمكان ولو كانت هناك حكومة تصريف أعمال القيام بأمور كثيرة في انتظار الانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومة جديدة. ومن بين ذلك رفع الدولار الجمركي، وتحديد تعرفة الكهرباء، واستكمال إقرار “القوانين الأربعة” المتصلة بالمصارف والحسابات المصرفية. في حين ان إنشاء الهيئات الناظمة للكهرباء والنفط وغيرها تحتاج الى حكومة عادية.
فعندما كانت هذه الحكومة عادية لم تقم بذلك، فكيف في حالة تصريف الاعمال. ويتبين للمصادر، أن الإصلاحات لا تناسب مجموعة من المعنيين، وبالتالي ان عرقلة الاصلاحات ستكون لها تبعاتها على المعرقلين من الناحية الدولية.
لذلك لبنان مُطالب دولياً بأن يقول ما هي الانجازات حتى الآن، ويجب الاسراع في ذلك، مع أن العديد من الاصلاحات هي غير شعبية ومحرجة للطبقة السياسية الحالية. لكن السؤال الى أي مدى ستبقى الدول مشغولة عن لبنان طالما لم يقم مسؤولوه بواجباتهم، وهل يدرك المسؤولون، أنه بأدائهم الحالي ستبقى الدول مشغولة عن لبنان، ولن يكون ملفه أولوية لديها؟ كذلك ان أية دولة أو مجموعة دولية لن تقدم شيئاً في مجال المساعدة الجدية من دون وفاء لبنان بالتزاماته. والشروط الدولية والعربية باتت معروفة على مستوى الملف الرئاسي والملف الاقتصادي.