التأمل هو توقف لعملية التفكير وحالة من الوعي عندما يكون العقل خاليًا من الأفكار والأنماط المتناثرة، فإن مشاهدة أنفاسك أو الاستماع إلى الأمواج المتلاطمة على الشاطئ – طالما أنك لا تشتت انتباهك بأي شيء آخر وتظل مركزًا على هذا الشيء – يعتبر تأملًا.
في الواقع ، وجدت دراسة أجريت عام 2011 بواسطة فريق تابع لجامعة هارفارد خارج مستشفى ماساتشوستس العام (MGH) أن التأمل يعيد بناء المادة الرمادية في الدماغ في غضون 8 أسابيع.
وقالت الكاتبة الرئيسية للدراسة، سارة لازار : “على الرغم من أن ممارسة التأمل مرتبطة بشعور من الهدوء والاسترخاء الجسدي ، فقد ادعى الممارسون منذ فترة طويلة أن التأمل يوفر أيضًا فوائد معرفية ونفسية تستمر طوال اليوم” .
“توضح هذه الدراسة أن التغييرات في بنية الدماغ قد تكمن وراء بعض هذه التحسينات المبلغ عنها وأن الناس لا يشعرون فقط بتحسن لأنهم يقضون وقتًا في الاسترخاء.”
لقد وجدت الدراسات السابقة اختلافات بنيوية بين أدمغة المتأملين والأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ من التأمل، وتم أخذ صور بالرنين المغناطيسي لبنية دماغ 16 شخصًا في الدراسة قبل أسبوعين وبعد مشاركتهم في برنامج الحد من الإجهاد القائم على اليقظة (MBSR) ومدته 8 أسابيع.
وجدت الدراسة أن 27 دقيقة من التمارين اليومية لتمارين اليقظة حفزت زيادة كبيرة في كثافة المادة الرمادية، وتحديداً في الحُصين: وهو جزء من الدماغ يرتبط فيه الوعي الذاتي والرحمة والاستبطان .
بالإضافة إلى ذلك، كان هناك انخفاض في كثافة المادة الرمادية في اللوزة، وهي منطقة من الدماغ تشترك في معالجة الخوف والغضب والقلق.
في المقابل، لم يكن لدى المجموعة الأخرى لغير المتأملين أي تغييرات في أي من منطقتي الدماغ، مما يشير إلى أن التغييرات لم تنتج فقط عن مرور الوقت، لذا تثبت هذه الدراسة أن التأمل مفيد لصحتك، وكذلك لروحك.