الجمعة 9 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

نقل بلازما الدم لمرضى كوفيد يقلل من خطر الوفاة

قد يقلل نقل بلازما الدم المأخوذ من المرضى الناجين من الفيروس إلى المرضى الذين هم في المستشفى، من خطر الوفاة بحسب العلماء.

كان المسعفون يأملون في أن يساعد ضخ البلازما، وهو سائل بلون القش في الدم يحتوي على أجسام مضادة، المصابين على التعافي.

لكن سلسلة من الدراسات أظهرت أنّ العلاج لا يعزز معدلات البقاء على قيد الحياة، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى التوصية باستخدامه فقط للمرضى الذين يعانون من أمراض شديدة.

والآن، وجد الباحثون في نيويورك أنّ أولئك الذين عولجوا بالعلاج كانوا 15 في المائة أقل عرضة للوفاة في غضون أربعة أسابيع.

وقال الفريق أنّ المرضى الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا، مثل أولئك الذين يكافحون مرض السكري أو أمراض القلب، استفادوا أكثر من العلاج.

فحص الخبراء نتائج ثماني دراسات موجودة، شملت أكثر من 2000 مريضاً بفيروس كوفيد.

وجادلوا بأنّ التجارب القديمة كانت صغيرة جداً بحيث لا يمكن ملاحظة تأثير العلاج، الذي تم استخدامه لعلاج العدوى لمدة قرن على الأقل.

وقال البروفيسور أندريا تروكسيلن قائد الدراسة وأخصائي الإحصاء الحيوي في جامعة نيويورك لانجون هيلث: “تظهر نتائجنا، شاملة، بأنه قد يستفيد المرضى الذين تم إدخالهم إلى المستشفى مع كوفيد من فائدة متواضعة من البلازما.”

“كان المرضى الذين يعانون من المرض على الأرجح يظهرون تحسناً من البلازما، ربما لأنهم يواجهون صعوبة أكبر في إنتاج الأجسام المضادة لمكافحة العدوى.”

تعزز البلازما المشبعة قدرة الجسم على محاربة الفيروس، ولكن فقط في المرحلة المبكرة من المرض وقبل أن يطغى المرض على الجسم.

في المملكة المتحدة، تم تعليق تجارب البلازما كعلاج لكوفيد بعد أن قال العلماء أنّ النتائج لم تظهر أنّ العلاج ساعد المرضى باعتدال.

لكنّ العلاج يعطى للمرضى في المستشفيات في الولايات المتحدة الذين لديهم أجهزة مناعة ضعيفة.

فحص باحثو جامعة نيويورك بيانات من ثماني دراسات مختلفة، أنجزت في الولايات المتحدة وبلجيكا والبرازيل والهند وإسبانيا وهولندا، لتقييم مدى فعالية العلاج.

شملت الدراسات 2,341 شخصاً تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب فيروس كورونا، والذين كانوا في المتوسط بعمر 60 عاماً وتم إعطاؤهم حقنة من بلازما الدم.

البلازما هو أكبر مكون في الدم، ويشكل 55 في المائة منه، ويحتوي على أجسام مضادة.

وجد الفريق أنّ أولئك الذين تلقوا العلاج بعد فترة وجيزة من دخولهم المستشفى كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 15 في المائة في غضون شهر، مقارنة بأولئك الذين لم يتلقوه أو تلقوا نقل الدم الوهمي.

تتناقض الدراسة، التي نشرت في JAMA Network Open مع النتائج السابقة التي قالت أنّ العلاج غير فعال أو ذات قيمة محدودة.

أوقفت إمبريال كوليدج لندن العام الماضي تجربتها للعلاج بعد أن أظهرت بيانات عما يقرب من 1000 مريض عدم وجود دليل على أنّ البلازما عززت معدلات البقاء على قيد الحياة.
وحذا باحثون من جامعة أكسفورد حذوهم العام الماضي بعد أن أظهر تحليل ل 1800 حالة وفاة من بين 10400 مريضاً أنه لم يحدث فرقاً كبيراً.

وفي وقت لاحق، نصحت منظمة الصحة العالمية الأطباء بقصر العلاج على المرضى الحرجين فقط كجزء من التجارب السريرية.

وخلصت الوكالة، التي تابعت 16 من التجارب بما في ذلك أكثر من 16 ألف مريضاً، إلى أنّ العلاج لا يحسن معدلات البقاء على قيد الحياة أو يقلل من خطر حاجة المريض إلى جهاز التنفس الصناعي. كما أنها عملية مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً.

ومع ذلك، قالت أنّ المرضى المصابين بأمراض خطيرة قد يستفيدون منه، لذلك يجب أن تستمر التجارب السريرية للعلاج.

لكنّ البروفيسور تروكسيل قال أنّ تجميع النتائج من دراسات متعددة يظهر فوائد العلاج، حيث أنّ الدراسات الأخرى كانت أصغر من أن تظهر تأثيره على مجموعات فرعية من المرضى.

وقالت الدكتورة ميلا أورتيجوزا، باحثة الدراسة، أنّ البلازما الذي تم جمعه من المتبرعين المصابين سابقاً والذين تم تطعيمهم لاحقاً سيحتوي على مستويات عالية من الأجسام المضادة التي يمكن أن تحمي من الطفرات المستقبلية للفيروس.

وقالت:” لذلك قد يقدم البلازما علاجاً أسرع وأكثر قوة ضد متغيرات كوفيد من العلاجات الأخرى التي تميل إلى أن تصبح أقل فعالية بمرور الوقت ويجب أن تخضع لعملية إعادة تصميم لمعالجة متغير جديد، مثل علاجات الأجسام المضادة وحيدة النسيلة”.

وقالت الباحثة المشاركة في الدراسة البروفيسورة إيف بيتكوفا، وهي خبيرة في صحة السكان في الجامعة، أنّ الفريق يستخدم النتائج لإنشاء نظام تسجيل لتسهيل على الأطباء تحديد من يستفيد أكثر