الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

«كوفيد - 19»... عدو له حلفاء كثيرون في حياتنا اليومية

أثار انتشار فيروس «كورونا المستجد»، أو «عدو البشرية» حسب تعبير منظمة الصحة العالمية، تعبئة عامة في العالم وخطاباً عدوانياً حيال فيروس «نحن في حرب» معه، على حد قول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

 

وينتشر الفيروس بشكل أساسي عن طريق التنفس، إنما كذلك التواصل الجسدي، ما يعني أن خط الجبهة غالباً ما يكون في أغراض حياتنا اليومية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

فيما يلي جولة على «الأعداء الداخليين»، من زر المصعد إلى المرحاض، إنما كذلك على الأغراض التي قد تكون موضع شبهات هي في الواقع بريئة منها.

تقول الباحثة في مختبر «لويد سميث» التابع لجامعة كاليفورنيا، أماندين غامبل: «أي غرض أو سطح تمت ملامسته أو تلويثه بالسعال أو قطرات اللعاب أو الفضلات البشرية يمكن أن يكون معدياً».

وأظهرت دراسة نُشرت الأسبوع الماضي في مجلة «نيجم» الأميركية التي أسهمت في إعدادها، أنه يمكن رصد فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) على أسطح البلاستيك والفولاذ المقاوم للصدأ لفترة يومين أو ثلاثة أيام، وعلى الكرتون حتى 24 ساعة. غير أنه تم الحصول على هذه البيانات في ظروف اختبارية، ومن غير المؤكد أن كمية الفيروسات المتبقية كافية لنقل العدوى.

وأوصت الباحثة: «ينبغي أن نحذّر في المقام الأول من الأغراض والسطوح التي يمكن أن يلامسها عدد كبير من الأشخاص مثل طاولات المقاهي والقضبان المعدنية في وسائل النقل المشترك ومقابض الأبواب وأزرار المصاعد والمفاتيح الكهربائية في المساحات المشتركة».

وتابعت: «بما أنه ليس من الممكن أن نتفادى بشكل تام ملامسة هذه الأغراض والأسطح (بالنسبة إلى الذين يقطنون مباني مثلاً، أو عند الخروج للتبضع)، من المهم أن نغسل أيدينا ونتفادى ملامسة وجهنا لتجنب العدوى، وأن نغطي فمنا بكوعنا عندما نسعل أو بمحرمة عندما نعطس حتى لا ننقل العدوى إلى الآخرين».

وأوضح عالم الأوبئة في جامعة كاليفورنيا براندون براون، أن العدو الأول هو «الأغراض التي نستخدمها في الخارج ونعيدها إلى الداخل». وقال: «في المتاجر، قد نُخرج محفظتنا بعدما نكون لامسنا أسطحاً أو أغراضاً أخرى (ملوثة)، أن نخرج نقوداً أو بطاقة أو وثيقة هوية، وكل هذا قد يتعرض» للتلوث.

ليس من المستبعد أن ينتقل فيروس «كورونا المستجد» كذلك عن طريق الفضلات البشرية، وهذا ما ورد في دراسة أجراها باحثون صينيون ونشرتها صحيفة «نايتشر» في 13 مارس (آذار).

 

فرصد الباحثون آثاراً للفيروس في عينة مستخرجة من عملية مسح شرجي لأطفال.

وقالت أماندين غامبل: «إذا ثبت تلوّث الفضلات، عندها سيترتب أخذ الحيطة من المراحيض أيضاً، ما قد يبدو غير منطقي بالنسبة إلى مرض تنفّسي، غير أنه سبق أن لوحظ في الماضي» مع فيروس «كورونا» الذي تسبب بوباء «سارس» في 2002 – 2003.

غير أنه لم يُعرف بعد إن كان الفيروس الذي رصدته الدراسة لا يزال في حالة تمكنه من نقل العدوى، وهو ما لا يمكن التثبت منه إلا من خلال زرعه.

والهاتف الجوال أيضاً الذي يلازمنا باستمرار قد يكون طابوراً خامساً.

وقال برادون براون: «إننا نستخدم هواتفنا الجوالة طوال النهار، سواء كنا في المنزل أو في العمل أو نتسوق في المتاجر. وهذا ما يجعله معرضاً للغاية» للفيروس.

لكنّ أستاذ علم الأحياء الحسابي في جامعة «كوليدج لندن» فرنسوا بالو، أبدى رأياً مخالفاً، إذ قال إن تعقيم الهواتف الجوالة «لن يكون مضراً، لكنني لا أرى كيف يمكن لتعقيمها أن يحمينا أو يحدّ من انتشار (كوفيد – 19) ما لم نكن نشاطر هواتفنا الجوالة مع آخرين».

ويمكن الاشتباه بأن لوحة مفاتيح الكومبيوتر ملوثة بالفيروسات إذ كان يتم استخدامها يدوياً، لا سيما أنها مصنوعة من البلاستيك وتتضمن الكثير من الزوايا.

لكن بعض الباحثين يرون أنها لا تلعب إلا دوراً ضئيلاً أو لا تلعب أي دور على الإطلاق في نقل الفيروس، إذا ما افترضنا أن مستخدمها، وهو في غالب الأحيان المستخدم الوحيد لها، يغسل يديه عند وصوله إلى منزله أو إلى مكتبه.

ولفت براندون براون أيضاً إلى أن مياه الصنبور والأطباق الساخنة آمنة للاستهلاك، خلافاً للاعتقاد السائد. وقال: «إن مياه الصنبور تخضع للمعالجة والتنظيف بشكل مركزي، وهي لا تشكّل خطراً فيما يتعلق بـ(كوفيد – 19)». وتابع: «بالنسبة إلى الطعام، إن كانت المأكولات غير المطهية التي تشترونها ملوثة بالفيروس، فسوف يموت الفيروس بعد الطهي».