السبت 11 شوال 1445 ﻫ - 20 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لماذا نشعر بالغثيان عندما نقرأ في السيارة؟

فيما يستغل البعض فترة السفر بالسيارة أو القطار بالاسترخاء وقراءة كتبهم المفضلة، يشعر آخرون بالغثيان والدوار بمجرد الذهاب في رحلة برية، ويزداد الأمر سوءاً عندما يحاولون إلهاء أنفسهم بالقراءة، فما هو السبب؟

 

إليكم التفسير بحسب ما ورد في موقع Stay at Home Mum الأمريكي:

 

لماذا يصاب البعض بدوار الحركة في السيارات، ولماذا تُزيد القراءة من سوئه؟
يجيبنا دين برنيت، الكاتب وعالم الأعصاب، عن هذا السؤال في مقال نُشر في صحيفة The Sun البريطانية، إذ يسمي برنيت هذا النوع من الدوار بـ “دوار الحركة”، ويعزوه إلى أن أدمغتنا “البلهاء”، حسب تعبيره، تعتقد أننا نتعرض للتسمم.

إذ اتَّضح أنه في الماضي، حين كان الصيد وجمع الثمار هو النشاط الطبيعي الأساسي للجنس البشري، كنا نقضي أيامنا في الخوف على حياتنا من الحيوانات المفترسة والنباتات التي قد تقتلنا؛ لذا أصبحنا فائقي الحذر.

كان هذا الحذر استجابة للتوتر، وهي استجابة تسبَّبت في الشعور بالدوار لمجرد وقوع نظرنا على شيء قد يكون ساماً مثلاً.

لا يمكن للإنسان الحديث عند رؤية أي شيء غير طبيعي في المقعد الخلفي والاستمتاع بقراءة الكتاب المسبب لهذه الحالة، لكن رجال الكهوف الذين يعيشون في أدمغتنا أبطأ في التطور قليلاً.

أعضاؤك الداخلية تختلف في الرأي

يقول برنيت إن سبب الدوار هو اعتمادنا في الحركة على المركبة بدلاً من أجسادنا.

فعندما نكون في مركبة ما كسيارة أو قطار أو سفينة على وجه الخصوص، فإننا نكون جالسين وأجسادنا ثابتة، وبالتالي لا تصل إلى المخ أي إشارة من العضلات تقول إننا نتحرك.

لكن، وبالرغم من أن عضلاتنا تقول إننا ثابتون ولا نتحرك، فإن أجزاء أخرى من الجسم لا توافقها الرأي.

فالسائل الموجود في أذنينا، على سبيل المثال، يتحرك باستمرار، وهو ما يُعلم الجسم بأنك لست في وضعية حركة، رغم أن العضلات والأعصاب والعينين تدعي أن هذا غير صحيح.

وما يصل إليه الدماغ في النهاية هو رسائل متعارضة من الارتباك الحسي، وهو بالضبط الشعور نفسه الذي ينتابنا عندما نتعرض للتسمم.

ومع تصارع عقلك مع نفسه حول ما إذا كنت ثابتاً في مكانك أم في حالة حركة، يحصل جسدك على رسالة مفادها: تقيأ وخلِّص نفسك مما يصيبك بهذا الغثيان (التسمم بحسب تحليلات المخ).

لذا، وبحسب برنيت: “بمجرد أن يصبح الدماغ في ارتباك بسبب أمر مماثل، فإنه يقول: “لا أعرف ما ينبغي القيام به؛ لذا أشعر بالغثيان وحسب من باب الاحتياط”.

إذاً، يأتي دوار الحركة أساساً من كون عقلك شديد الحذر والتوتر لا أكثر.

وماذا عن القراءة؟

تجعل القراءة الارتباك الحسي أسوأ بكثير؛ لأنك بدلاً من النظر من النافذة، وإثبات أنك لا تزال في حالة حركة أمام عقلك، تنظر إلى صفحة ثابتة، وهو ما يجعل الأمر برمته مربكاً أكثر.

وفي حال كنت تتساءل: لماذا يميل الأطفال إلى الشعور بدوار الحركة بدرجة أسوأ؟ فالجواب هو أن أدمغتهم ما زالت تتطور، وبالتالي يصبح الارتباك أسهل.

والخبر السار هو أن الكثير من الناس يخرجون من هذه الحالة مع بلوغهم سن الرشد، أو على الأقل مع تعلم كيفية التعامل معها بشكل أفضل.