تقدّم النائب الدكتور سليم الصايغ بالتعازي لذووي الصحافيين الذين سقطوا جراء القصف الاسرائيلي، مشيرًا إلى ان الصحافيين لأي جهة انتموا مؤتمنون على الرسالة الاعلامية وحرية التعبير التي من دونها لا قيمة للبنان، مضيفًا: هذا الاعتداء هو جريمة حرب موصوفة وواضحة ترتكبها إسرائيل تُضاف الى سجل جرائمها الحافل، والتعامل مع هذا الواقع يكون بالارتكاز الى القانون الدولي في الحرب والسلم، والمطلوب اليوم إيجاد حل عبر القانون الدولي أي القرارات الدولية ومجلس الامن لأنه تبين أن القوة الذاتية التي صادرت قرار الدولة والتي قررت الدفاع عن لبنان غير قادرة على القيام بهذه الوظيفة أولا، كما أنه لا يجوز أن تقوم بهذه الوظيفة أصلًا، واللجوء الى القانون الدولي والشرعية اللبنانية هو الذي يؤمن حماية مستمرة للوطن والانتهاكات تصبح انتهاكات للبنان وشعبه ودولته لا عمليات محدودة ضد مجموعة مسلحة”.
وفي حديث عبر “صفا نيوز”، أكد الصايغ أن حزب الله فشل بحماية لبنان وبحرب الاسناد، لافتًا إلى أن المخرجات السياسية والدبلوماسية لليوم الثاني للازمة ولهذه الحرب التي لا قرار للبنان فيها، تكون عبر العودة الى الجوهر والاصول وهو اتفاق الطائف الذي يقول بنزع السلاح من يد كل القوى المسلحة الموجودة في لبنان وحصرها بيد الدولة اللبنانية، وإما علينا القول أن هذا الاتفاق انتهى مفعوله وبالتالي انفضت الشراكة الوطنية ولنذهب الى أمر آخر، ولكن علينا الحديث انطلاقًا من أمر ما لا بطريقة فضفاضة كما يحصل اليوم.
وتعليقًا على كلام نائب أمين عام حزب الله نعيم قاسم الذي قال فيه أنه تم الانتقال من حرب الاسناد مع غزة الى حرب الدفاع عن لبنان، قال الصايغ:” الشيخ نعيم قاسم بات بطريقة فاقعة وغيره من المسؤولين في حزب الله ناطقين رسميين بإسم الجمهورية الاسلامية في ايران وبالنتيجة ليس هو من يقرر فالقرار ليس عنده أصلا، ولكن فضح الامر والمقومات إن كان في الدفاع وفي السياسة ليست بيده، وحتى عندما تم إعلان فك ارتباط الساحات وتسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية والخروج من ترشيح سليمان فرنجية، أتى الوزير الايراني وأعادهم الى الصف ما يعني أنه ذكّر الجميع أن الانحراف ممنوع عن المسار أو الخط البياني الذي رسمته إيران، وبالنتيجة لا أقيم أي اعتبار اليوم لما يطلق من مواقف إذ علينا العودة الى ما يقوله رئيس إيران والمرشد الاعلى للثورة الايرانية فهناك الحراك الجدي والدبلوماسي حيث تتم التنازلات والتقديمات وليس هنا، ومن الواضح أن الضاحية الجنوبية لم تعد ضاحية بيروت إنما ضاحية طهران وأصبح واضحًا أن القرى الحدودية أصبحت قرى إيرانية بمعنى أن كل صلية صواريخ لا يستطيع أن يطلقها الايراني تُطلق من لبنان، وكل رد اسرائيلي يكون ليس فقط على الاهداف اللبنانية إنما رسالة تهديد مباشرة لطهران في حال لم تتعاون، وللأسف لبنان بات صندوق بريد يدفع ثمنه الابرياء “.
وتعليقًا على كلام رئيس حزب القوات اللبنانية بأن ضباطًا إيرانيين يديرون مجموعات قتالية في الجنوب، قال الصايغ:” نحن قلنا هذا الكلام منذ زمن واستندنا الى وقائع، كما أن التخطيط أصبح في مكان آخر أكثر من أي يوم مضى، واكتشفنا أن بداخل حزب الله تعددية بالمرجعيات الامنية والعسكرية لكن عباءة امين عام الحزب حسن نصرالله كانت تغطي هذه التعددية”.
وردًا على سؤال، أكد الصايغ أنه عندما كنا نطالب بتطبيق القرار الـ 1701 منذ ما قبل الحرب اعتبرنا الطرف الآخر أننا نقتص من حزب الله الذي كان نوابه يرفضون كل ما له علاقة بالقرار، مضيفًا:” استمرينا بعد الحرب بمطالبتنا بتطبيق القرار الذي لا يحمل تفسيرين، في حين أن الدول التي أرسلت قواتها الى لبنان سايرت حزب الله وبنيته التحتية في الجنوب بحجة غياب القرار السياسي لمواجهة الحزب، وبالتالي يجب مساءلة هذه الدول حول معرفتها بوجود البنية التحتية التابعة لحزب الله تحت المنازل منذ العام 2006، بالقانون الدولي القرار 1701 لا يطبّق فقط على جنوبي الليطاني بل يطلب من الجيش اللبناني الانتشار وتطبيق القرار 1559، واذا عدنا الى مرتكزات الـ 1701 فهي تقول أن “الحالة في لبنان تهدد السلم الاقليمي والعالمي”، وهذا التوصيف الذي تعطيه المادة 33 من الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة يكون عادة المرتكز القانوني للانطلاق الى تدابير الفصل السابع، وكاتب القرار اعتمد هذه الجملة كي يترك نافذة الى تطبيق تدابير الفصل السابع دون ذكرها، بمعنى ان اليونيفيل أعطت قواعد اشتباك قاسية وحازمة والا لما شاركت فرنسا بقواتها وبطلب من قائد جيشها وقتها، وتدابير الامم المتحدة التي تتخذها لحماية نفسها واضحة وترتكز الى سند قانون دولي في متن القرار يحميها. واليوم يحاول الوسيط الاميركي آموس هوكشتين تعديل الـ 1701 وهو توضيح ما لا لزوم لتوضيحه وتعزيز لامر لا لزوم لتعزيزه، هو كافٍ بحد ذاته بنشر الجيش اللبناني على كل الاراضي وبنزع سلاح كل المجموعات المسلحة وبأخذ تدابير تُفرض على كل المجموعات اللبنانية دون عودة الى مجلس الامن، والدول التي ترفع الصوت اليوم ضد حزب الله مسؤولة وشريكة بهذه المأساة التي حصلت، لم يقولوا الحقيقة واعتبروا أن الحل بالتراخي والمسايرة وإرضاء حزب الله ولكن باتت إيران هي اللاعب الاساسي على الارض اللبنانية”.
وعما اذا كان الرئيس بري معرّضا للاغتيال، قال الصايغ:”لا نتمنى الضرر لأحد، الاغتيالات في لبنان تاريخيا هي لادوار وليس لاشخاص ولوظائف وليس لمراكز، سرّ الرئيس بري وظيفته، بما ان حزب الله غير مقبول دوليا، لذلك يتحدثون الى بري، أصبح الناطق السياسي والديبلوماسي باسم حزب الله باعتراف الشيخ نعيم قاسم وبري نفسه، ولكن الوكالة اليوم لم يعد لها معنى لان الكلام مع ايران، وحزب الله لم يعد لديه مقومات الاستقلالية لان ايران تديره بالمباشر وهو ما اكده رئيس البرلمان الايراني الذي يعرض خدماته التفاوضية وهذا ليس تعديا على السيادة فحسب انما مصادرة للسيادة وبالتالي لم يعد من دور للرئيس بري كما من قبل إلا إذا قرر هو ذلك”.
أضاف الصايغ:” اذا اراد الرئيس بري إنقاذ دوره ولبننة الخيار الشيعي أكثر فأكثر فيجب ان يقوم بالخطوة التاريخية المطلوبة منه” مشددا على ان انقاذ الطائفة الشيعية يكون عبر لبننة خياراتها بطريقة واضحة من خلال تنازلات تاريخية للبنان وليس للآخرين وعبر اعلان تسليم السلاح ليس لاسرائيل انما للشرعية اللبنانية وهذا ليس استسلاما فتسليم السلاح لجيشك ووطنك ضمانتك ليس استسلاما انما وأد لاي فتنة يحاول العدو العمل عليها حتى تعمّ الفوضى لبنان.
أضاف:”الاسرائيلي غادر لبنان دون أي حليف والشيعية السياسية تختبر ان ليس لديها حليف خارج لبنان وهي أداة تستعمل وترمى، واليوم نحن أبناء البلد يمكن ان نكون حلفاء نحمي ظهر بعضنا على اساس خيارات الميثاق والشراكة الوطنية والقيم المشتركة لا على أساس التضحية بالبشر والحجر في سبيل مشروع لا نعرف أين يبدأ ولا أين ينتهي.”
رئاسيا، أوضح الصايغ ان “لا كلام في الكواليس معنا بهذا الموضوع انما كلام صالونات ولا كلام جديا وموقفنا معروف ونعتبر انه باللحظة التي تحصل فيها دعوة الى جلسة انتخاب سنكون حاضرين لبناء موقف في المعارضة مبني على مواصفات ولن نقبل بالاسترضاء انما نريد رئيسا قادرا على ان يوحي بالثقة للناس لان اول شريك لهذا الرئيس هو الشعب والقوى الحية ووجدان الناس لا القوى السياسية” مؤكدا وجوب بناء عقد اجتماعي حقيقي بين السلطة والمواطن .
وقال:”لا لرئيس نتيجة توافق حزبي مصلحي على مرشح انما نتيجة ارتقاء عفوي عند الاحزاب ونريد من رئيس مجلس النواب ان يحرر مجلس النواب وليسمعها منا اننا نريد مصلحة لبنان لا النكايات”.
وسأل:”هل يقبل بري ان تقرر اسرائيل انعقاد الجلسة من عدمه ولنفترض ان ايران قررت وقف اطلاق نار أحادي الجانب في لبنان واسرائيل أكملت القصف ألن تكون جلسة؟ وأليس فعل مقاومة سياسية ووطنية تعزيز المؤسسات والاتيان برئيس يقبض على زمام الازمة ويقود خروج لبنان من هذه الحرب الملعونة؟”.
وشدد الصايغ على ان عدم الدعوة الى انتخاب رئيس دون وقف اطلاق النار تواطؤ عن وعي او عن غير وعي مع اسرائيل التي لا تريد الا ضرب مؤسساتنا.
وعن النازحين، قال الصايغ:” في جبل لبنان هناك 600 ألف نازح سوري يضاف اليهم حوالى 400 ألف نازح محلي وبذلك نكون قد وصلنا الى مليون واكثر في جبل لبنان اي اكثر من عدد سكانه وهذا بحد ذاته يخلق ضغطا اجتماعيا ونفسيا واحتكاكات خاصة ان النازحين قلقون وسلاحهم الفردي معهم ولا نعرف الخلايات النائمة الموجودة بينهم ومن يحرّكهم ومن يريد الفتنة، والاحتكاك قد يحصل بين نازحي الداخل والسوريين الذين يعتبرون ان حزب الله حليف النظام وأتى وقت الاقتصاص واليوم الوضع ممسوك ونشكر الجيش والقوى الامنية ولدينا خلايا أزمة تعمل من دون ضوضاء احتراما لكرامة النازحين انما فصل الشتاء قادم ومئات مراكز الايواء غير مؤهلة والدولة لا تقول لنا ما خطتها والوضع بات كبرميل بارود الذي ينتظر صاعق التفجير وكل عوامل الفتنة الاجتماعية والاقتصادية النفسية والسياسية حاضرة ويجب ان نتنبّه ولا نسمح بأي محاولات لضرب السلم الاهلي في لبنان”.
ولاحظ ان ادارة الأزمة مجتزأة وهناك عمل عظيم لدى الادارة الصحية بفضل المستشفيات ونشاط وزير الصحة، أضاف:”لطالما قلنا ان تدحرج الحرب سيوصل الى نزوح ما يعني ضرورة تحضير مراكز الايواء لاسيما أن الاسرائيلي يقوم بمعركة وجودية لا سقف لها وحزب الله كان بحالة نكران محتميا بقواعد اشتباك ونبهنا الحكومة التي كالعادة لم تقم بخطة جدية وحالة مواجهة جدية لمسايرة حزب الله والممناعة وايران ولطالما دعونا الى حالة طوارئ لكنهم رفضوا كما طالبنا بمطار في حامات والقليعات وكان يجب ان يكون لدينا مطار بديل للاخلاء وادخال المساعدات محمي دوليا ولكن للأسف الحكومة رفضت أي عمل استباقي رغم كل الكلام الذي قلناه لها”.