يمضي لبنان مقفل الأفق سياسيا وعسكريا. ما يجري على المستوى الأول لا يعدو كونه اكثر من حفر في صخر صلب تطوع بعض الكتل النيابية للحراك ضمنه وحيال بعضها للوصول الى تقاطع في الأفكار والمواقف بهدف الاجماع على اسم او شخصية انقاذية وسيادية تحظى بشبه توافق عام بين المكونات كلها للخروج من المأزق الرئاسي وانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية .
اما على المستوى الثاني المرتبط بالميدان وتطوراته تبدو الأمور تراوح مكانها على خط النار فوق الدمار الشامل الذي عممته إسرائيل على أجزاء كبيرة من لبنان في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت . فيما اللغة الدبلوماسية التي يمكن التعويل عليها لوقف حرب اسرائيلية بلا خطوط حمراء ضد المدنيين ما زالت معطلة رغم حركة الاتصالات والمشاورات المستمرة على اكثر من خط دولي، من غير ان ترقى الى جدية يبنى عليها، وذلك في ظل ما يبدو انه انكفاء دولي متعمد او عاجز اقله عن ممارسة أي جهد ضاغط لوقف الحرب او لوضع عوائق امام السلوك التدميري الذي تنتهجه إسرائيل.
جدير ان الاميركيين لا يبدون مستعجلين لفتح المسار السياسي .ففي النقاش معهم يركزون على أولوية الحل الدبلوماسي كسبيل لاعادة السكان على جانبي الحدود وهو ما سيشكل أساسا لتحرك ستطلقه واشنطن ولكن من غير الالتزام بموعد معين لانطلاق هذا التحرك، لا على أساس المبادرة الدولية التي رعتها وتقول انها لا تزال متمسكة بها ولا على أساس أي طرح لوقف اطلاق النار .
رئيس حزب الوطنيين الاحرار عضو كتلة الجمهورية القوية النائب كميل شمعون يقول لـ “المركزية” : ان انتخاب رئيس للجمهورية على أصوات المدافع والصواريخ غير ممكن لذا المطلوب أولا وقف الحرب وتطبيق القرار 1559 واما وضع لبنان تحت الفصل السابع والوصاية الدولية لاعادة انتظامه على كل المستويات بعد نزع كل سلاح غير شرعي من يد الأحزاب والتنظيمات اللبنانية والفلسطينية .عندها فقط يمكن ممارسة الديموقراطية بابهى صورها وتطبيق الدستور بحذافيره.
ويتابع ردا على سؤال داعيا حزب الله الى تسليم سلاحه للجيش اللبناني والعودة الى لبنان والدولة وقطع الطريق على إسرائيل الماضية في ارتكاب المجازر والتدمير لانه لن تقف عن استهداف لبنان وخصوصا البيئة الشيعية قبل ان يتخلى الحزب عن سلاحه نهائيا وليس التراجع لما بعد الليطاني كما يشاع. القرار 1701 صار وراءنا واصلا هو لم يطبق بتغاض من الجميع بما فيها القوات الدولية (اليونيفيل).
ويختم مستبعدا اقدام إسرائيل على اجتياح لبنان ما دامت تحقق أهدافها بتدمير حزب الله وسلاحه من الجو ومن دون ان تتكبد الخسائر على الأرض.