شدد السفير العالمي للسلام رئيس جمعية “تنمية السلام العالمي” حسين غملوش في بيان، على أن “الوقت قد حان لوضع استراتيجية طويلة الامد تسمح للنازحين بالعيش بكرامتهم في منازل تدفع الدولة ايجاراتها من الاموال التي تقدمها الدول المانحة، خصوصا وان حركة النزوح تزداد في شكل مضطرد مع تصاعد العدوان الاسرائيلي الذي لم يسلم منه لا البشر ولا الحجر، وصولا الى محو قرى عن الخريطة”.
وبعدما شكر غملوش للدولة الفرنسية دعمها الدائم للبنان، طالب بأن يخصص قسم من الاموال التي ستأتي من مؤتمر باريس، والتي تبلغ 200 مليون دولار للقوى الامنية و800 مليون دولار، لدعم النازحين وتأمين مساكن لهم ودفع ايجاراتها الى حين عودتهم الى قراهم بعد اعادة بنائها، “فقرار تجهيز المدارس الرسمية كي تكون مؤهلة لايواء النازحين في غير محله”، مشددا على “ضرورة تسجيل هذه المساعدات بحسب ما ينص عليه قانون المحاسبة العمومية وان تصدر في مرسوم من ثم اخضاعها لديوان المحاسبة”.
وتمنى ان “يتم توزيع المساعدات بشكل عادل وايصالها لمراجع موثوق بها، بعيدا من الاحزاب”.
وقال: “ان قرار فتح المدارس الرسمية في الرابع من تشرين الثاني ضرورة ملحة ولكنه في الوقت نفسه صعب التطبيق، في حال لم تفتح المدارس الخاصة ابوابها لتلامذة المدرسة الرسمية في فترة بعد الظهر، لذلك فان التعاون ضروري مع كل القطاعات كي تمر هذه المرحلة باقل الاضرار الممكنة”.
وفي موازاة ذلك، اعتبر غملوش أن “هدف اسرائيل من وراء التحذيرات التي تطلقها والتي تطلب فيها من سكان القرى والبلدت الجنوبية والبقاعية والضاحية الجنوبية مغادرة منازلهم، خلق اكتظاظ وتململ في المجتمعات المضيفة، معتقدة بذلك ان هذه الخطة ستؤدي الى طردهم وبالتالي الى خلق فتنة في ما بينهم”. ودعا الى أخذ تحذير وزير الدفاع الفرنسي من خطر اندلاع حرب أهلية على محمل الجد، مشيرا الى ان “هذا الامر تتحمل مسؤوليته القوى الامنية والمواطنين على حد سواء الذين يجب ان لا ينزلقوا الى ما تحضر له اسرئيل والتوقف عن تقاذف الاتهامات والتخوين على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وناشد المسؤولين ادراك خطورة الازمة وعدم القاء الكلمات العشوائية والاستفزازية، لان ذلك سيؤدي الى احتقان على مستوى الشارع، “فالعمل الدؤوب على ايجاد الحلول العملية للمشاكل التي نتخبط بها، افضل بكثير من التصاريح والبيانات التي لا تغني عن جوع”.
وختم: “واجه اللبنانيون معا أزمات اقتصادية واجتماعية، وعاشوا تقاربا على مستوى الشعور الوطني والاحتياجات المعيشية ما ادى الى خلق علاقات تحالفية، لذلك مهما تأزمت الاوضاع واستفحلت ستبقى وحدتنا وتضامننا المدماك الاساسي لبناء وطن، بعيدا من مصالح الاحزاب والطوائف”.