الأربعاء 15 شوال 1445 ﻫ - 24 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

لبنان:السلطة تفسد..إيران تخسر والشيعة يكسرون جدار الخوف

السلطة تفسد. هل هذا ما حدث ل”حزب الله”، الذي جمع نفوذاً كبيراً في لبنان حتى مع مقتل عناصره في سوريا؟، هكذا افتتحت “كريستيان ساينس مونيتر” مقالاً عن لبنان بعنوان: “داخل حزب الله: كيف تكسر احتجاجات لبنان جدار الخوف؟”.
تقول الصحيفة إن “الانتفاضة الجريئة” في لبنان أخرجت إلى العلن التذمر الشيعي الهادئ. ذهبت الأيام التي كان يختبئ حزب الله فيها داخل وهج الاحترام الواسع داخل لبنان لبناء “مجتمع المقاومة” ضد إسرائيل. لقد قدم الخدمات والدعم للناخبين الشيعة الفقراء. صرامته الإيديولوجية وضعته فوق السياسة وما وراءها من فساد.
لكن، بحسب الصحيفة، خلق تزايد عدد الجثث من سنوات القتال في سوريا معارضة داخلية متنامية، ولو صامتة. الآن حزب الله، وسيط السلطة في لبنان، وجد نفسه عرضةً لانتفاضة وطنية واسعة تركز على محاربة الفساد وترفض هيكل السلطة الطائفي في البلاد.
وتنقل عن مصدر وصفته بأنه مقاتل من المخضرمين في حزب الله قوله: “القادة يزدادون ثراءً بالفساد.. أنا على استعداد لمحاربة إسرائيل، لكن … تموت في سوريا من أجل لا شيء”. ويضيف: “الآن انكسر جدار الخوف.. الناس يرون الحقيقة على مواقع التواصل الاجتماعي ولم يعد بإمكانهم الكذب”.
ينعكس عدم ارتياحه في اختيار العديد من الشيعة من معاقل حزب الله الانضمام إلى انتفاضة وطنية ضد الفساد المستشري والطائفية ونقص الخدمات المزمن، وهو ما يدعو إلى إزالة نظام سياسي نما فيه حزب الله ليلعب دوراً مهيمناً.
وتقول “كريستيان ساينس مونيتر” إن حزب الله ترك غطاء على مظاهر السخط. وهذا هو السبب في أن الاحتجاجات في معقله الشيعي كانت بمثابة علامة من قبل البعض.
وتضيف أن حزب الله فقد حوالي 1250 مقاتلاً في سوريا، لكن التوقعات تشير إلى أن الرقم الحقيقي للأعداد هو ضعف المعلن. على هذا المنوال، يكون عدد المقاتلين الذي عادوا في توابيت من سوريا أكبر من أولئك الذي قتلوا في المعارك مع إسرائيل، والتي ولد حزب الله من أجل قتالها.
صحيفة “ذا هيل” الأميركية تابعت الحدث اللبناني وربطت بينه وبين احتجاجات العراق وعلاقة البلدين بإيران.
وتقول الصحيفة إن “أسابيع من الاحتجاجات الجماهيرية في لبنان والعراق هي ضربة واضحة لإيران وطموحاتها لتوطيد قوس نفوذ بلا منازع من طهران إلى بيروت. في سعيها لبناء سلسلة من الوكلاء في بلاد الشام تكون تحت المسؤولية المباشرة من المرشد علي خامنئي، تجاهلت إيران أحد أصحاب المصلحة الرئيسيين في بناء التحالفات: أهل بلاد الشام”.
قادة إيران، ربما بحكم طبيعتهم الاستبدادية، استخدموا كتاب احتلال خاص عفا عليه الزمن لتوسيع نفوذهم في بلاد الشام، نموذج أقرب للسياسة الإقليمية الفارسية القديمة منه للعلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين. من خلال بناء وكلاء في لبنان والعراق، اتبعت إيران سياسة الهيمنة على جيرانها بدلاً من بناء التحالفات.
التحالف يفترض مستوى من الاحترام المتبادل والتوازن الذي يعبر عن المصالح الأمنية والاقتصادية والسياسية. بحسب الصحيفة، لم تقدم إيران شيئاً من ذلك في سياساتها تجاه لبنان والعراق. كان العكس تماما. لقد قوضت السياسات الإيرانية المصالح الأمنية والاقتصادية والسياسية لكلا البلدين من خلال تمكين الجهات الفاعلة خارج الدولة التي نجحت في القضاء على مؤسسات الدولة المركزية.
يشترك لبنان والعراق في قصة مماثلة عن الأنظمة السياسية المكسورة والتي تشكلت في أعقاب الحروب الأهلية الطائفية المدمرة. يغذي حركات الاحتجاج في كلا البلدين غضب شديد من الحكومات الفاشلة التي لا تستطيع حتى توفير الخدمات الأساسية. الجانب الآخر من المعادلة هو أن الثروة في لبنان والعراق تركزت بيد نخبة سياسية تدير اقتصاداتها على الأرض.
وتضيف “ذا هيل”: “يجلس وكلاء إيران وسط النخبة السياسية في لبنان والعراق، وقد زادت قوتهم على مر السنين، ومنحوا طهران هيمنة لا نظير لها في كلا الدولتين. حزب الله هو القوة الرئيسية في لبنان وقائده حسن نصرالله هو الحاكم الفعلي للبلاد.. يرى المحتجون اللبنانيون والعراقيون أن وكلاء إيران هم السبب الرئيسي للحكم السيء والفساد المرتفع. ولكن هذا هو بالضبط ما صممه مهندسو السياسة في إيران”.
وتقول: “يقوم وكلاء إيران في لبنان والعراق بالتحديد بما تم إنشاؤه للقيام به، إضعاف دولهم المركزية وإعاقة قدرتها على الحكم”.
هنا تتلاشى السياسة الإيرانية في البلدين. من خلال تجاهل رفاه الشعبين اللبناني والعراقي، من خلال سعيها للهيمنة في كلا البلدين، فإن إيران قد حفزت موجة من العداء للإيرانية، حتى بين رجال الدين الشيعة. شملت الاحتجاجات المناطق الشيعية في لبنان والعراق، والرمز المعادي لإيران شفاف بشكل خاص في احتجاجات العراق، بحسب “ذا هيل”.