الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

الأمن الانتقائيّ

غريب كيف يتخلّى حزب الله عن سيطرته المُحكمة على دويلته ساعة تضطرّه الظروف إلى ذلك. فالمناطق والأحياء العاصية على الدولة تُشرَّع فجأة أمام القوى العسكريَة والأمنيّة الشرعيّة حال وصول الأمور إلى حدّ تصير معه الكلفة الشعبيّة أعلى من أن يتحمّلها حزب الله.

فملاحقة الحزب لتاجر المخدّرات علي منذر زعيتر المعروف بـ “أبوسلّة” تعني المواجهة مع أهله وربعه ومع تجّار المخدّرات، ما سيجعله يدفع الثمن غاليًا من رصيده الشعبيّ. عند هذا الحدّ ولهذه الأسباب فقط وضمن هذا الهامش الضيّق سَمَح الحزبُ اليوم للأجهزة الرسميّة باستعمال أرض الدويلة وفضائها. 

وهنا لا بدّ من طرح السؤال البديهيّ: إن كانت الأجهزة الأمنيّة والعسكريّة الشرعيّة اللبنانيّة قادرة على الدخول إلى مناطق حزب الله وجلب المطلوبين من تجّار الحشيشة، فلم هي عاجزة عن جلب المطلوبين من العدالتَين اللبنانيّة والدوليّة في قضايا المرفأ والاغتيالات السياسيّة وغيرها؟

اللعبة أصبحت مكشوفة، وما عادت الأمور تنطلي على اللبنانيّين الذين يرفضون الأمن الانتقائيّ. والسلطات الشرعيّة اللبنانيّة مطالبة بالإمساك بالأمن لوحدها وعلى الأراضي اللبنانيّة كلّها وبشكل مستدام، وإلا… فعلى لبنان السلام.