الجمعة 17 شوال 1445 ﻫ - 26 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

بين انهيار طرابلس وانهيارات لبنان!

هل تصدّقون أنّ في لبنان ١٦ الف مبنى مهددة بالإنهيار؟ وهل تصدّقون ان لا أحد يهتم بهذا الموضوع الخطر ويحاول تلافي الخسائر المميتة الناتجة منه؟ طبعاً الكلام الرسمي يقوى ويشتد كلّما انهار مبنى في منطقة معينة، وكلما سقطت ضحية جديدة للإهمال المستشري. وهو ما حصل بعد انهيار المبنى في طرابلس. لكنّ الكلام عندنا يبقى كلاماً، ولا يؤدي الى أي نتيجة. فالمسؤولون يتكلمون كثيراً، لكن معظم كلامهم يذهب هباء في الهواء. نفهم أنّ الدولة اللبنانية لا تملك إمكانات لتنفيذ حلول، لكنها على الأقل يمكنها أن تقارب القضية بجدية، وأن تتوصّل الى حلول تشرك فيها البلديات والجمعيات المختصة، إضافة الى متموّلين يمكن أن يدخلوا على الخط للإسهام في إيجاد حلول. فهل تعي الدولة ولو لمرة المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقها، فلا تحول مواطنيها مشروع ضحايا؟ في الأثناء الاستشارات النيابية غير الملزمة انتهت في مجلس النواب، بعد يومين أمضاهما رئيس الحكومة المكلف لمعرفة آراء الكتل النيابية في الحكومة المنتظرة. والسؤال الأساسي يبقى: هل هناك حكومة جديدة فعلا، أم أنّ كل ما يحصل هو في إطار تضييع الوقت ولو بأسلوب قانوني دستوري؟ التمني ألّا تكون الاستشارات مجرد مضيعة للوقت، فالانهيارات اللبنانية على كل الصعد والمستويات أقوى من انهيار المبنى في طرابلس. واذا كانت الضحية في طرابلس هي فتاة واحدة في عمر الورود، فإنّ معظم اللبنانيين ضحايا دائمون لتعطيل الدستور في لبنان. فمتى ننتهي من هذه الممارسة السلبية القائمة على التعطيل؟ وهل من أمل في أن ننتهي منها قبل أن ننتهي وينتهي لبنان؟