الجمعة 24 شوال 1445 ﻫ - 3 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تيار الكذب والصفقات!

يا عيب الشوم. إنها العبارة الوحيدة التي تليق بكلّ من انتخب نبيه بري رئيساً لمجلس النواب. واذا كان انتخاب بري من قبل الثنائي الشيعي أمراً طبيعياً، لكن من غير الطبيعي أن ينتخب التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي وبعض المستقلين والثوار نبيه بري و الياس بو صعب. فالتقدمي الاشتراكي “فلقنا” في الانتخابات، وهو يتحدث عن المبادىء السيادية وعن ضرورة محاربة الدويلة للوصول الى الدولة. فكيف يقبل والحال هذه أن ينتخب بري، وهو ركن أساسي من أركان الثنائية الشيعية التي تستبيح الدولة وتنتهك أسسها على كل الصعد والمستويات؟ أما التيار الوطني الحر فانتخابه بري “جرصة” ما بعدها “جرصة”. إذ أنّ رئيسه وأعضاءه يتحدثون دائماً أنّ بري وأمل “ما خلوهن يشتغلو” كما يجب، وهم يحمّلون بري وأمل مسؤولية فشلهم في إدارة شؤون الدولة وفي فشل عهد الرئيس ميشال عون. فانطلاقاً من كل هذا كيف عقد التيار الوطني الحر إذاً صفقة مع حركة امل؟ ألم يؤكد جبران قبل الانتخابات أنّ الاتفاق مع بري هو مجرد إتفاق انتخابي وأنّ الطرفين سينزلان بعد الانتخابات عند أول محطة؟ وهل الى هذا الحد يستخف باسيل بذكاء الشعب اللبناني ويعتبر أنّ بإمكانه أن يضحك عليه الى حد أن يصوّر نفسه وتياره أنهما ضد المنظومة؟ إنها أكبر كذبة. فالمنظومة كشفت عن نفسها وتأكّد للجميع مرة أخرى أنّ التيار الوطني الحر وحركة أمل وحزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي أربعة وجوه لعملة واحدة، وعنوان هذه العملة واضح : الفساد. فمبروك للمنظومة الفاسدة نجاحها في حماية نفسها بنفسها، وليدرك اللبنانيون أنّ طريق التحرر منها شاق وطويل.