السبت 25 شوال 1445 ﻫ - 4 مايو 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

كي لا يصير لبنان دولة مارقة

تتسارع وتيرة التطوّرات المرتبطة بالشأن اللبنانيّ خارجيًّا، فعلى المستوى الدوليّ يسعى كلّ من الفاتيكان وفرنسا لحلحلة العقد التي تُعيق انتظام عمل المؤسسات الرسميّة وتشكيل حكومة ما بعد الانتخابات وانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة منعًا للدخول في الفراغ القاتل. ويجهد الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون لعقد مؤتمر إنقاذيّ خاص بلبنان منعًا لسقوطه في المحظور وتحوّله إلى دولة مارقة.

خارجيًّا أيضًا ومن ضمن محاولات العدوّ الإسرائيليّ التعدّي المستمرّ على أرضنا ومياهنا وفضائنا، دخلت سفينة إسرائيليّة المنطقة البحريّة المتنازَع عليها، وهو أمر غاية في الخطورة قد يؤدّي إلى خسارة لبنان جزءًا من أملاكه البحريّة، وبالتالي يستوجب أكثر من مجرّد الردّ الكلاميّ من رئيس حكومة تصريف الأعمال، فالردّ المناسب يكون باستئناف المفاوضات عبر الوسيط الأميركيّ والتحرك باتجاه الأمم المتحدة لتثبيت حدود لبنان البحريّة وحقه في ثروته النفطيّة والغازيّة.

أمّا داخليًّا فإن الوضع الاجتماعيّ بات على حافة الانفجار بسبب الغلاء المستشري وفقدان الأدوية والمواد الغذائية وانتشار الآفات الاجتماعية وعلى رأسها صناعة وتجارة وتعاطي المخدّرات، فيما القوى السياسيّة تتلهّى بجنس الملائكة.

في هذا الجوّ، لا بدّ لأهل الحلّ والربط أن يترفّعوا عن صغائر الأمور وينظروا إلى الأخطار التي تتربّص بالوطن الصغير من كلّ حدب وصوب، وأن يعمدوا إلى تفعيل عمل المؤسسات الحكوميّة والإسراع في تحديد موعد الاستشارات النيابيّة الملزمة وتشكيل حكومة قادرة على انتشال لبنان من أزمته الخانقة، وتكثيف الاتصالات والمشاورات بدءًا من هذه اللحظة لانتخاب رئيس جديد ضمن المهل الدستوريّة.