فشل العدوّ الإسرائيليّ في اغتيال هدف بارز لـ»حزب الله» في مدينة النبطية، ذات الرمزية الخاصة، حيث استهدف الطيران الإسرائيلي في محلّين مختلفين سيارة من «نوع رانج هيونداي»، الأول في حيّ البيّاض حيث نجت السيارة التي أكملت طريقها باتجاه تمثال حسن كامل الصباح، ولحقتها المسيّرة حيث وقع الإستهداف الثاني بالقرب من معهد أمجاد الجامعي، حيث سقط جريحان، عملت سيارة الإسعاف التابعة للهيئة الصحيّة الإسلاميّة على نقلهما إلى أحد مستشفيات النبطية.
يُشكّل الإعتداء تطوراً خطيراً في مسار الحرب، فوقع في عمق مدينة النبطية، على مقربة من المعهد الذي يضمّ عدداً كبيراً من الطلاب، وعلى مقربة منه يوجد كوخ صغير لبيع الأجبان والألبان نجا صاحبه بأعجوبة، هذا عدا عن عشرات المحال التجارية المتواجدة في المكان. إذ لم تكد تمرّ ساعة فقط على مغادرة الطلاب حتى وقعت الغارة. «الله لطف»، هذا ما يقوله مدير المعهد الدكتور حسن أحمد الذي يؤكد أنّ «الكادر التعليمي والإداري كان يتواجد داخل المعهد حين حصل الاستهداف»، مشيراً إلى أنّ «العدوّ لا يُفرّق بين مؤسسة تعليمية أو شارع أو مدينة تجارية».
يقف محمد، أحد الشبان على مقربة من مكان الاستهداف، حيث كانت تعمل فرق الدفاع المدني والتابعة للهيئة الصحيّة الإسلامية على إخماد النيران التي اندلعت في السيارة. يروي ما شاهده بأم العين «كانت المسيّرات تحلق على علوّ منخفض جداً، حين وقعت الغارة، خرج شابان من السيارة المستهدفة، كانا جريحين، ساعدتهما للوصول إلى سيارة الإسعاف، فجاء الصاروخ في السيارة وأحرقها».
بدوره، يقول مختار النبطية محمد بيطار إنّ «ضرب النبطية في هذا الشكل لم يحصل سابقاً، ولا أعرف ردة الفعل التي ستنجم عما حصل». تبعاً لبيطار إن «الهدف هو ملاحقة السيارات ولا يأخذون بالحسبان أيّ وجود للمدنيين، ما يهمهم هو الهدف الذي داخل السيارة، حتى لو كان في أي بلدة أو مدينة». ووفق المعطيات فإن العدو يسعى لضرب قادة بارزين في «الحزب» وتحديداً المتعلقة بالمعارك التي تشنّها «المقاومة» تجاه المواقع الإسرائيلية. وتقول المصادر «إنّ قواعد اللعبة تغيّرت وتبدّلت، وإنّ الرد سيكون مختلفاً».
هي المرّة الأولى التي تُستهدف فيها مدينة النبطية منذ بداية الحرب، فهي كانت بعيدة عن الاستهدافات لبعدها عن الحدود، رغم أن أصوات الغارات في القرى الأمامية كانت تهزّ منازلها. وجاء استهداف سيارة قرب تمثال حسن كامل الصباح ليهزّ أمن المدينة ويُغيّر قواعد الاشتباكات، بانتظار كيف سيكون الردّ.