في ذاكرة هاتفه النقال أرشف هذه المشاهد.
لا يحتاج مصور هذا المقطع إلى ما ينشّط ذاكرته.
الحدث أصبح من الماضي لكن التاريخ لا يزال حاضرًا.
لكن صاحب الصور بقي في عين المكان.
لا نهاية أمام بلال لطريق نسيان ما حدث.
حسابات من عاش الحدث ووثّق عِظَمَ ما جرى تختلف عن حسابات من صوّر من خارج المشهد وخارج المكان.
دومينو الصوامع انهارت،
إنهيار عكس جرأة إعلان السقوط،
الإعلان التي تتردد المنظومة الحاكمة في إطلاقه،
وإذا كان ثمة من يعتقد بأن السلطة تحاول طمس معالم الجريمة،
فإنّ آخرين يعتبرون التوقيت الذي يسبق ذكرى التفجير بثلاثة أيام يرسّخ إدانة النظام في الذاكرة الجماعية أكثر فأكثر.
التحقيق في أكبر جريمة إنسانية بحق اللبنانيين تعرقله المنظومة الحاكمة.
أكثر القضاة خاضعون للسلطة السياسية.
أما الخاصعون للعدالة والضمير فقد أشغلهم النافذون بدفع تهم تسييس التحقيق عن أنفسهم بدلًا من الدفاع عن قضية بحجم وطن.
كثير من الجرائم قيل إنها لن تمر وانقضت من دون محاسبة،
يعجز هذا البلد الصغير عن كشف مصير القضايا الكبرى،
عجز تسببت به تركيبة نظام تضع الجلّادين قضاة للحكم على الضحايا بتهمة الإصرار على انتزاع الحقيقة.