الثلاثاء 14 شوال 1445 ﻫ - 23 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

آخر واحد بكسروان

نحن واقفون على قدمينا، نقف في مواجهة مع سرعة الزمن الضوئيّة، نقف في المواقف، نقف متفرّجين على مبدأ المسيّر لا المخيّر، ولكن الوقوف ثلثيّ حياتنا أما الثلث الآخر فهو للمشي، مشياً نحو لقمة العيش، مشياً نحو مجهولٍ أو مصيرٍ محتوم وطبعاً مشياً نحو الشمس طموحاً بخطوات ثابتة. أما الثلث الثالث فهو للنوم والجلوس، ولنا في هذا الثلث محاولات راحة وهدوء. وفي الثلثين الأولين نحتاج لقدمين تساعدان في الوقوف والمشي، والعمّ فريد بات الأكثر خبرة في صيانة معدات المشي و الوقوف، تجاعيد وجهه مخطوطة كحروفٍ تروي قصة إسكافيٍّ بدأ في سوق بيروت ايام العز، وها هو ينهي مسيرته المهنيّة في جرود كسروان في زمن الترحّم على أيام العزّ. آخر إسكافي في كسروان، صاحب الخطوات الثابتة.

مهنة الإسكافي تلتمسُ فرصة النهوض من تحت رماد الأزمة، فالناس يجب أن تعود إلى إصلاح أحذيتها، فالنعال المتعبة من حفر طرقات الحياة اليوميّة يجب أن تستبدل في زمن غلاء الأحذيّة، غلاء كل شيء بإستثناء كرامة المواطن

يبكي العم فريد لبنانه، الذي يصعب إصلاحه، كما يستحيل إستبداله بجديد

إن أزعجك المشي في هذه الدنيا، عليك بتغيير النعل وتمتين الكعب، والمضي قدماً على قدميك