أبٌ يستدين ليطعم أولاده.. سداد ديون الدكاكين في صيدا القديمة

لأن الناس للناس اطلق الناشط والصحافي محمد الاغا مبادرته الفردية لسداد ديون المواطنين في البلدة القديمة في صيدا، وبحسب ما قاله لمراسلة “صوت بيروت انترناشونال” سارة شحادة “فكرة المبادرة تقديم مساعدة للناس في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان تخفف عن كاهلهم ديونهم، واستطعنا بمساهمة عدد كبير من الاشخاص من لبنان وخارجه القيام بذلك، وقد انهينها تقريباً الديون ونأمل في الخطوة التالية ان تتوسع المبادرة لتشمل من هم خارج صيدا”، وعن المبالغ المترتبة على الدائنين قال “تتراوح كل منها بين 100 الف ليرة الى مليون ونصف الف ليرة، وقد تفاجأت من اصحاب المحال انهم لا يسجلون الديون”.

هذه المبادرة هدفت الى سد ديون العائلات الفقيرة التي لم تعد قادرة على شراء ربطة خبز من جهة ومساعدة اصحاب الدكاكين على الاستمرار في عملهم وشراء المواد الغذائية لمحالهم الصغيرة والمتواضعة في ظل الغلاء الفاحش، وبحسب ما قاله احد اصحاب المحال “تواصل معي اشخاص من الخليج وافريقيا رفضوا ذكر اسمائهم وذلك لمساعدة العائلات الفقيرة وقد وصلت مبالغ مالية لتوزيعها على المحتاجين” وشرح “هناك عائلات لا يمكنها شراء ربطة خبز، عبوة الزيت 5 ليتر يصعب على البعض شرائها، كيلو الارز الايطالي بعشرة الاف ليرة لذلك يطلبون ارخص انواع الارز، مع العلم ان البعض يعجز منذ اشهر عن سداد دينه البالغ 30 الف ليرة”.

“احيانا يرغب طفل يكون برفقة والدته بشراء كيس بطاطا بـ500 ليرة الا ان المبلغ لايكون متوفرا معها، كذلك حال الخبز والزيت والغاز” قال احد اصحاب المحال مضيفاً “المبادرة طيبة وجيدة للشعب الفقير الا انه لو كان لدينا دولة لما وصل الشعب الى هذا الحال”.

والد يمر باوضاع مأساوية يروي لـ”صوت بيروت انترناشونال” كيف يستدين يومياً من جاره محمد صاحب الدكان لكي لا يجوع اطفاله وقال ” راتبي 675 الف ليرة، بدل ايجار منزلي 400 الف، عدا الكهرباء والماء وغيرها، لذلك لا يكفي ما يضطرني الى الاستدانه، كل ثلاث ايام احتاج الى كيس حليب لابنتي، واذا احتاجت الى دواء ليس باستطاعتي ان اشتريه” ولفت الى انه “احتاج الى عملية جراحية لعيني تكلفتها 12 مليون ليرة لا املك منها ليرة واحدة”.

ولان الدولة غائبة عن تأمين أدنى حقوق المواطن للعيش بكرامة وامن وامان، تبقى هذه المبادرات الفردية شمعة امل في هذه العتمة الموحشة.