الجمعة 10 شوال 1445 ﻫ - 19 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أطباء ومعالجون نفسيّون يحتاجون إلى العلاج النفسي بعد تفجير مرفأ بيروت

بين الجميزة ومار مخايل امتار مضرجة بالصدمة والالم، وجوه يعتريها الحزن المقرون بالهمّ، المصير مجهول، والجميع هنا كمعظم اللبنانيين بحاجة الى علاج نفسي، اذ كيف لبلد ان يتحمل انفجاراً اشبه بزلزال صب على نار البلاء السياسي والمالي والاقتصادي، فضلا عن الوباء والكوارث المتلاحقة، والتي جعلت الطبيب النفسي يداوي الناس وهو عليل.

الباحثة في الصحة النفسية، الدكتورة مونيك شعيا اكدت ان “الطبيب النفسي هو انسان كما باقي البشر، يتأثر كما الجميع، وانا قصدت طبيباً نفسياً، وممكن لاطباء ان يعوا مشاكلهم ويعالجوها كما حال طبيب القلب الذي يعلم على سبيل المثال انه يحتاج الى دواء للضغط” واضافت “الحزن هو نفسه، انا الى الان لا يمكنني ان اتذكر او ان امرّ من مكان من دون البكاء، لدي قلق من المستقبل، وغضب من الذي حصل، واعتقد ان اشخاصا كانوا في منطقة الانفجار لا يمكنهم النوم مما رأوه”.

وفيما اذا تغلب التفجير على كل الاستعدادات النفسية الاستباقية التي يتحصن فيها عادة الاخصائيون والمعالجون النفسيون، شرحت شعيا “لحظة الانفجار كنت في عوكر، اعتقدت في البداية انه انفجار سيارة ملغومة المقصود منه السفارة الاميركية التي كنت بالقرب منها، وبعدها بدأت الاتصال بأولادي، كون من الممكن ان يكون احدهم بالقرب من الانفجار، مع العلم انه كان يفترض ان امرّ انا وزوجي من امام المرفأ وكذلك ابنتي، لذلك كان هناك نسبة 50 بالمئة ان نكون بالقرب من التفجير، ونتعرض للاصابة” واضافت “الرعب انتابني حينها وخشيت على اولادي، وعندما اتصلت بهم كانوا يبكون وقد جرحت العاملة المنزلية” واستطردت “في طريقي الى المنزل سمعت الاخبار في السيارة من دون ان اعي ضخامة الانفجار، وعندما علمت بحجمه ورأيت الكارثة اثر بي الامر اكثر بكثير من البداية”.

واكدت شعيا “ليس الوقت الان لاكتشاف عدد المصابين بالامراض النفسية، وهذا ما درسته ايام الحرب، لكن في عز الازمة عند انهماك المواطنيين بترتيب امورهم، لا تكن أولوياتهم لما يشعرون به، بل لامورهم الحياتية، فهم لا يزالون تحت الصدمة لا ينامون، مثال اشخاص لديهم ناس يحاربون في العناية الفائقة نتيجة اصابتهم، منهم امرأة اعرفها، عائلتها على الرغم من ان افرادها لا ينامون الا انه بامكانهم اتخاذ قرارات والحديث والذهاب الى العمل، لكن بعد فترة من الضغط وعندما تهدأ الامور بالتأكيد سيتأثرون”.
خلف اشارة المجهول، يهرول اللبنانيون المتلقون للصدمات واحدة تلو اخرى، حتى أوشك العلاج النفسي أن يكون عاما ومرادفا لخبزهم اليومي.