الدكتور هادي مراد يخلط الشعر بالطب والثورة!

“وقتلتونا في حربين، وتصالحتهم فوق ضحايا الحرب، وتناهشتهم لحم الموت على صلبي وعدتم من منفاكم لما بصقتكم اوطان، ان الثورة تولد من رحم الاحزان”… بعض من ابيات لقصيدة كتبها الدكتور هادي مراد الذي خلط الشعر بالطب والثورة، في رسالة سامية تحمل الاف العبر.

ابن بريتال الذي كما قال في حديث لمراسل “صوت بيروت انترناشونال” ربيع شنطف ” كنت بعلبكي في الجامعة الاميركية” واضاف ” انا خريج الجامعة اللبنانية- الاميركية، حيث درست صحة عامة، كما حصلت من الجامعة الاميركية في بيروت بكالوريس في العلوم الطبيعية، واللغة العربية وادابها”، واضاف”في الجامعة الاميركية شعرت اني غريب، اذ كنت وحدي من اتحدث العربية، خلال سبع سنوات دفع والدي ما لا يقل عن 200 الف دولار بدل اقساط ومصاريف جامعية من اجل ان اصبح طبيباً”.

موهبة الشعر بدأت لدى الدكتور مراد في عمر صغير وقال “في عمر 12 سنة كتبت قصيدة موزونة” وعن وجه الشبه بين الشاعر والطبيب اجاب “خيط رفيع، وهو الاحساس بالاخر، الشاعر يحس بوجع الاخر ويكتب قصائد على ورق، والطبيب يشعر بوجع الاخر الجسدي ويحاول ان يشفيه من خلال العلاج”، واضاف ” كنت الجأ الى الشعر في حديثي مع مرضى مستشفى دير الصليب، وخلال الجلسات النفسية كنا نتحدث موسيقى وشعر، وقد ظهر انه في رغباتهم الداخلية لديهم التماسا هائلا مع موهبة الشعر والفن والموسيقى”.

كتب الدكتور مراد قصيدة عن المرضى في مستشفى دير الصليب ومما جاء فيها “يقولون انهم اصحاء وان العالم في الخارج مجنون وانهم يتقاتلون على رئيس وعلى العروبة او على القدس والبترول وان دواءهم هو البنزكسول، اما هم فيروضون انفسهم بالنسيان ويختبئون من العالم المختل خشية ان يصبحوا مثلهم…”.

في بعلبك نجد كما قال الدكتور مراد “الاعلام الحزبية، مصبوغة بصور طائفية وزعماء وقياديين، هناك فائض قوة تستخدمه الاحزاب للتأثير الايديولوجي على القاعدة الشعبية وموضوع الحرمان الذي طالما يتحدثون عنه، هو لمصلحة الزعماء اذ يعتمدون على تجويع الناس كي يبقوا يحتاجونهم”.

“الثورة في بعلبك جيدة جداً” قال الدكتور مراد، مضيفاً ” اقصد بريتال بشكل اسبوعي واؤكد ان العائلات الكبرى هناك غير راضية عن سياسات الاحزاب، وان تُترك المنطقة دهرا حتى تصبح في هذا الوضع وخلال شهر “تفلت” الدولة على المطلوبين” وتساءل “من يحمي الخروج عن القانون في بعلبك… اكيد الاحزاب، واعتقد ان المواطنين مكرهون على الارتباط بالاحزاب”.

وختم بقصيدة عن الدماء التي سالت في انفجار بيروت “انعى لكم بيروت، انعى ضمائركم يا مجرمون، الكبريت والتابوت، انعى لكم الموت في وطن حتى الموت فيه يموت، تقبعون تحت الارض لنموت نحن فوق الارض يا قتلة وتخبئون قنابلكم و2700 طنا من النترات في مرفأ يبعد كلم عن جامع او مستشفى او كنيسة، يا ايها المجرمون تحت لواء الله، نعترف امام الله الواحد نعترف، ان قد سفكونا، ان قد ذبحونا، ان فجرونا، وهديناهم ثقة في الصندوق، وهدونا نوويا في البحر وكانوا اسوء من صهيونا، علقوا كل مشانقهم، لا استثني منهم احدا، الان عرفناكم اسياد الطغيان، الان عرفناكم دون الرحمة يا اولاد…لقد سرقتم منا الكلمة وسرقتم منا الالحان”.