الخميس 15 شوال 1445 ﻫ - 25 أبريل 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

تحرّك مزدوج... أهالي الموقوفين وأهالي الضحايا

كبر هذا الطفل بلا والد رغم أنه حيّ. والده كان يعمل في تلحيم بوابة العنبر حيث نيترات الأمونيوم. ثلاثة أيام من العمل في المرفأ كلفت أباه البقاء في السجن نحو ثلاثة أعوام.

وبينما تتساقط دموع ذوي الضحايا، يتباكى معظم رؤوساء أحزاب السلطة على تسييس قضية المرفأ من قبل المحقق العدلي طارق بيطار.

عدم قدرة المحقق الأصيل طارق البيطار على ممارسة مهماته كما زعموا، تطلّب تعيين قاض رديف مهمته دراسة ملفات الموقوفين من غير المحكومين للبتّ بإخلاءات سبيلهم. إجراء يريح أهالي الموقوفين كما يقولون.

الطرفان ضحايا عرقلة القضاء من السلطة الحاكمة. ومحامية أهالي الضحايا تنبه أهالي الموقوفين من عرقلة جديدة لمسار إخلاءات سبيل ذويهم.

مشهد الوقفة الرمزية والمطالبة بتحقيق العدالة ليست بين الأهالي والعسكريين، إنما بين الأهالي والأهالي هذه المرة.
كل طرف يرفع قضيته في وجه الآخر، فيما القضية الأساس هي واحدة للطرفين،
قضية عملت المنظومة الحاكمة على جعلها قضيتين على قاعدة فرّق تسُد.

دعوى المخاصمة التي قدمها نائبان متهمان في انفجار المرفأ ضد القاضي لفرملة التحقيق، عكست مشهدًا آخر للمخاصمة بين أهالي الموقوفين وأهالي الضحايا،
وحدها السلطة السياسية ترتاح لهذه المشهدية. مشهدية تسهم في عرقلة عدالة قد تدحرج رؤوسًا كبيرة إذا ما تحققت.