حرقوا قلب زوجته وأولاده وسلبوه حق استنشاق أنفاس الحياة

اكثر من ثلاثة اشهر مرت على انفجار مرفأ بيروت ولا تزال عائلات الشهداء تعاني المر، كاظم شمس الدين واحد من 194 قضوا في تاريخ الرابع من آب المشؤوم، هو ابن بلدة جون وابن شقيق الفنان الراحل نصري شمس الدين، رحل ابو حسن امام عيني زوجته واثناء زيارته لحفيده المولود حديثاً في منزل ابنته في منطقة الجميزة.

هند حامد زوجة الراحل كاظم شمس الدين قالت لمراسلة “صوت بيروت انترناشونال” غيدا جبيلي “41 سنة في الغربة، كل شيء تغير، كان افضل رجل في الدنيا، لدي 6 اولاد جميعهم في الغربة بسبب من؟!! زوجي رحل بسببهم واولادي تغربوا بسببهم! فليرحمونا” واضافت “اشتقت له كثيراً، الحياة من دونه لا طعم لها، كان بالنسبة لي كل شيء، وكان من السهل عليي ان يشق اولادي طريقهم في الخارج كنت اعتقد اني ساكمل المشوار مع زوجي الا اني الان وحدي”.

عاشق نصري شمس الدين هكذا تصف روند والدها، لم يتبق امامها بعد فقدان سندها الا الهجرة الى كندا، تقول انها فقدت الامل كغيرها من الشباب اللبناني الباحث عن مستقبل افضل في بلد اخر يحترم حياة الانسان واشارت الى ان “الانسان في هذا البلد لا قيمة له، طلب منا تعبئة ورقة للتعويض الا ان والدي لا يعوض بمال الدنيا، كان يقول لي ستتركيني وتذهبي وانا الان اقول له انا لم اتركك بل انت من تركنا وانت مجبر على ذلك”.

لم يكن يعلم كاظم ان الكتاب الاخير الذي كان يقرأه سيكون شاهداً على لحظة الاغتيال وان رحلة الدم ستكون اكثر من مجرد عنوان وبحسب ما قاله صديق شمس الدين خضر صالح “قبل ان يرحل كان يقول لي اني اقرأ كتباً عندما انتهي منه ساعطيك اياه اسمه رحلة الدم، وكأن كاظم كان يشعر انها رحلة نهاية الدم لهذا البلد”، واضاف “كان المحرك لنا للمشاركة بتحركات 17 تشرين وقد اعتصمنا في الضيعة، وكان يقول نحن انهزمنا لكن لن نستسلم يجب ان نكافح كي نبني وطناً من اجل اولادنا واحفادنا”.

وتخليداً لذكرى كاظم شمس الدين وضع نصب تذكاري في حديقة نصري شمس الدين وهو عبارة عن بيت للعصافير والجزء السفلي مكتبة يستفيد منها المارة، مبادرة شبابية انشأتها الكاتبة اللبنانية رانيا زغير حملت عنواناً (كان في عصفور على الشجرة)، هذه المبادرة قدرتها عائلة الفقيد التي تؤكد انها لن تستكين حتى تحقيق العدالة.