طالما أنك تعيش في لبنان، يجب عليك ان لا تستغرب ايّ شيء متعلّق بالذلّ و جرح الكرامات الإنسانيّة.
من المفروض عليك أن لا تتساءل عن كيفية نزف اللبناني دون أن يسيل دمه، كيف يبكي بين الثانية و الثانية دون دمع، كيف يصرخ ألماً دون صوت، كيف ينام دون أن يغفى، كيف يموت و هو على قيد الحياة.
لكل منزلٍ في لبنان باباً من أبواب الجحيم، قويت على اللبناني وجعلت من منزله مطهراً يعيشه على الأرض، جلجلة تحلم بقيامة اليوم الثالث . ويبدو أن هذا اليوم محرّمٌ على بني الأرزة المهشّمة في صناديق الإقتراع. محمود شاب لبناني في طرابلس يعيش دون أن يدخل الحمام.
يحلم بالبسيط، و يجعله في مرتبة الحاجات الفاخرة أو “اللوكس”، ففي لبنان كل ما زاد الفاسدون مرتباتٍ من سعادة و دولة و فخامة كلما زادت مرتبات الحاجات الاساسيّة إلى مستوى “اللوكس”.
حتى الخبز كفاف اليوم لا يُعطى، وما في السماء ليس كما على الأرض و لم ننجى من الشرير.
هذا هو حمام محمود، في دولة هي نفسها صرف صحي.