قالت الولايات المتحدة (الاثنين 4-12-2023) إن من السابق لأوانه إصدار حكم نهائي بشأن ما إذا كانت إسرائيل تفعل ما يكفي لحماية المدنيين في غزة رغم بعض التحسن في هذا الصدد، وإنها تتوقع ألا تضرب القوات الإسرائيلية مناطق قالت إنها آمنة.
وقال سكان وصحفيون ميدانيون إن إسرائيل شنت ضربات جوية مكثفة على جنوب قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين الذين سقط بعضهم في مناطق طلبت إسرائيل منهم الاحتماء بها.
استؤنف القتال بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يوم الجمعة بعد توقف دام سبعة أيام لتبادل الرهائن والسجناء وتسليم المساعدات الإنسانية.
وحث مسؤولون أمريكيون إسرائيل مرارا، في السر والعلن، على تقليل الخسائر في صفوف المدنيين في جنوب غزة بسبب ارتفاع عدد القتلى في العمليات العسكرية في شمال القطاع. وترد إسرائيل على الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول والذي تقول إنه أدى لمقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 240 رهينة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر للصحفيين، ردا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل تستجيب للنصائح الأمريكية، “من السابق لأوانه إجراء تقييم نهائي”.
وأضاف “في الشمال… رأيتموهم يطلبون أو يأمرون ما يزيد على مليون شخص بالتحرك. رأينا هنا (في الجنوب) طلبات إخلاء أكثر تحديدا”، مضيفا أن إسرائيل حددت أحياء بعينها خططت لتنفيذ العمليات بها “بدلا من مطالبة سكان مدينة بأكملها… بإخلاء منازلهم”.
وأضاف “لذلك يعد هذا تحسنا عما حدث من قبل. لقد أصدروا تعليمات لهم بالانتقال إلى المناطق التي نعرف أنها لن تشهد صراعا”.
أمريكا وإسرائيل تبحثان المدى الزمني المحتمل للحرب
في علامة على قلق واشنطن من مدى أمان مثل هذه المناطق، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إن الولايات المتحدة تتوقع ألا تهاجم إسرائيل تلك المناطق.
وأضاف للصحفيين “أشاروا أيضا إلى أن هناك مناطق لن تشهد توجيه ضربات، ونتوقع من إسرائيل الالتزام بعدم شن أي ضربات في تلك المناطق”.
وقال سوليفان إن بلاده وإسرائيل بحثتا كذلك المدى الزمني المحتمل للحرب مع حماس، دون أن يكشف عن تفاصيل.
وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى تدمير أجزاء كبيرة من قطاع غزة. وقالت وزارة الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 15899 فلسطينيا، 70 بالمئة منهم من النساء أو من تقل أعمارهم هم 18 عاما، قتلوا في القصف الإسرائيلي خلال الحرب الممتدة منذ ثمانية أسابيع. وهناك آلاف آخرون في عداد المفقودين ويخشى أن يكونوا مدفونين تحت الأنقاض.
وأبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته لإسرائيل الأسبوع الماضي بأن العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب غزة يجب ألا تكرر ما حدث في الشمال.
وقال ميلر “المقصود هو أننا لا نريد أن نرى نفس المستوى من الضحايا المدنيين، لا نريد أن نرى نفس المستوى من النزوح الجماعي”.
وأضاف “أطلعوا (بلينكن) على الخطط التي كانت كثيرة التفاصيل، والتي قالوا إنها تهدف إلى تجنب النزوح الجماعي والخسائر في صفوف المدنيين. ولكن كما أوضح الوزير، الأمر لا يقتصر على النوايا بل المهم هو النتائج، ونحن نراقب عن كثب”.
غير أن السلطات الصحية في غزة قالت إن نحو 900 شخص قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية منذ يوم الجمعة الذي انتهت فيه الهدنة.
وقال ميلر إن واشنطن لم تر دليلا على أن إسرائيل تقتل المدنيين عمدا. وأضاف أن الإدارة الأمريكية لا تزال تتوقع سقوط ضحايا من المدنيين نتيجة لهذه الحملة “وهذا صحيح للأسف في جميع الحروب”.