الأثنين 1 جمادى الآخرة 1446 ﻫ - 2 ديسمبر 2024 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

أمريكا وحلفاؤها يناقشون مستقبل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية

بعد مرور عشر سنوات على الإطلاق الرسمي للعملية، التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، اجتمعت واشنطن وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي في بروكسل اليوم الخميس لمناقشة مستقبل المهمة التي تواجه صعوبات متزايدة.

فقد طردت النيجر الجيش الأمريكي هذا الصيف من قاعدتها في غرب أفريقيا لمكافحة الإرهاب هناك. وأصبح من المحظور إلى حد كبير دخول أفغانستان منذ استيلاء طالبان على الحكم فيها عام 2021. ويريد العراق أن تبدأ وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في تقليص عدد أفرادها وإنهاء عمليات التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، هناك.

وفي الوقت نفسه، يحذر مسؤولون أمريكيون من أن تهديد تنظيم الدولة الإسلامية للعالم يزداد في أفريقيا ومناطق أخرى، حتى مع تحول الاهتمام بشكل عام إلى حرب أوكرانيا واتساع رقعة الصراعات في الشرق الأوسط.

وحذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الذي ساعد في تدشين التحالف ضد التنظيم قبل عشرات سنوات وهو جنرال، الحلفاء بمقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل من أن التنظيم لا يزال يشكل تهديدا مما يستدعي اهتماما دوليا.

وقال أوستن “نتعامل مع مجموعة من التحديات الرئيسية، التي تشمل التنمر من جانب جمهورية الصين الشعبية والغزو الروسي المتهور لأوكرانيا”.

وأضاف “لكن بينما نقوم بذلك، يجب ألا نغفل التهديد الذي لا يزال يشكله تنظيم الدولة الإسلامية”.

* الهجمات في روسيا وإيران

قال تنظيم الدولة الإسلامية، وهو في ذروة قوته، إنه سيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسوريا. وأعلن زعيمه أبو بكر البغدادي الخلافة من منبر مسجد النوري التاريخي في العراق عام 2014 وتعهد بحكم البلاد.

ورغم هزيمته على الأرض قبل خمس سنوات في سوريا، وقبل سبع سنوات في العراق، نجح التنظيم في شن بعض الهجمات الكبيرة بينما يحاول إعادة تنظيم صفوفه.

وكان من بين الهجمات هجوم على قاعة حفلات روسية في مارس آذار مما أسفر عن مقتل 143 شخصا على الأقل، وانفجاران في مدينة كرمان الإيرانية في يناير كانون الثاني مما أدى إلى مقتل 100 شخص تقريبا. ويشتبه في أن شابا نمساويا يبلغ من العمر 19 عاما هو العقل المدبر لهجوم انتحاري مخطط على حفل لتيلور سويفت في أغسطس آب وقد بايع زعيم التنظيم.

وقال أمين عام حلف شمال الأطلسي مارك روته خلال المحادثات “إنه تهديد يتطور”.

وأضاف “تزداد هجمات الذئاب المنفردة. يزيد الإرهابيون من استخدام تقنيات جديدة ويتحرك مركزهم جنوبا إلى منطقة الساحل، وهي المنطقة التي يمثل القتلى فيها نصف عدد ضحايا الإرهاب”.

وفي أفريقيا، قتلت الجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيمي القاعدة أو الدولة الإسلامية آلاف المدنيين وشردت الملايين في بوركينا فاسو ومالي والنيجر.

ويقول خبراء إن الصراعات في منطقة الساحل تساهم في زيادة أعداد المهاجرين إلى أوروبا بشكل حاد في وقت تصعد فيه الأحزاب اليمينية المتطرفة المناهضة للهجرة وتشدد بعض دول الاتحاد الأوروبي الإجراءات على حدودها.

وقال مسؤول أمريكي كبير في مجال الدفاع “بذل (تنظيم الدولة الإسلامية) جهودا حثيثة في محاولة لتنويع ليس فقط قيادته وإنما بعض قوته القتالية أيضا في أفريقيا وآسيا الوسطى”.

وذكر المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه، أن الاستراتيجية الأمريكية تتمثل في ضمان عدم انتشار التهديد المتمركز في الساحل إلى غانا وساحل العاج وبنين وتوجو في الجنوب ودول أخرى على ساحل غرب أفريقيا.

ولن يكون الأمر سهلا. وتبحث الولايات المتحدة عن خطة بديلة في غرب أفريقيا بعد أن أمرها المجلس العسكري الحاكم في النيجر في أبريل نيسان بسحب ألف تقريبا من أفراد جيشها.

وبموجب اتفاق بين واشنطن وبغداد، سينتهي عمل المهمة العسكرية للتحالف في العراق بحلول سبتمبر أيلول 2025 مع تحول بغداد إلى شراكات أمنية ثنائية أكثر تقليدية.

وقال المسؤول الأمريكي إن العمل على التفاصيل جار لكن “كل التوقعات تشير إلى أن الوجود (الأمريكي) سيتقلص” خلال العام المقبل. ومن غير الواضح نوع الوجود الأمريكي الذي سيبقى في العراق لدعم العمليات التي ستستمر في سوريا.

    المصدر :
  • رويترز