تعد المخلفات الحربية في سوريا واحدة من أخطر التحديات التي تواجه المدنيين في المناطق المتضررة من الحرب، حيث يشكل هذا الخطر تهديدًا مستمرًا على الحياة اليومية للسكان. وفقًا للبيانات التي قدمها منسقو استجابة سوريا، فإن حجم المخلفات الناتجة عن الحرب يصل إلى مئات الآلاف من القطع المدمرة، مما يفاقم الوضع الأمني والإنساني في العديد من المناطق.
إحصائيات المخلفات الحربية
تشير الإحصائيات إلى أن الحرب في سوريا خلفت وراءها أعدادًا كبيرة من المخلفات الحربية التي لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. حتى الآن، تم تسجيل 22 انفجارًا ناجمًا عن مخلفات غير معالجة، ما أسفر عن إصابة 184 شخصًا، فيما تشير الأرقام إلى أن 592 من الحطام المتفجر لا يزال يشكل تهديدًا حقيقيًا. هذه المخلفات لا تقتصر فقط على الألغام الأرضية والعبوات الناسفة غير المنفجرة، بل تشمل أيضًا مخازن ذخيرة تركت دون معالجة أو تحييد.
أنواع المخلفات الحربية
الألغام الأرضية: تعتبر الألغام الأرضية أحد أخطر أنواع المخلفات الحربية، حيث إنها تظل كامنة في الأرض وتسبب خطرًا دائمًا على حياة المدنيين. هذه الألغام يمكن أن تنفجر في أي لحظة، مما يؤدي إلى مقتل أو إصابة الكثير من الناس.
العبوات الناسفة غير المنفجرة: تحتوي العديد من المناطق في سوريا على عبوات ناسفة لم تنفجر بعد، وهي تشكل تهديدًا شديدًا خاصة للأطفال والمزارعين الذين قد يتعرضون لها دون سابق إنذار.
مخازن الذخيرة غير المعالجة: تترك بعض المخازن العسكرية للذخيرة دون معالجة أو تحييد، ما يعرض المدنيين إلى خطر وقوع انفجارات في أي لحظة.
التأثيرات على المدنيين
يعد هذا التلوث بالذخائر غير المنفجرة والمخلفات الحربية إحدى العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى ارتفاع أعداد القتلى والجرحى في المناطق المتضررة. لا تقتصر المخاطر على العمليات العسكرية، بل تستمر بشكل طويل بعد توقف القتال، مما يعيق عملية العودة إلى الحياة الطبيعية ويسهم في تفاقم الوضع الإنساني.
الجهود المبذولة
تعمل منظمات مثل “منسقو استجابة سوريا” على تسليط الضوء على هذا الخطر، حيث تقوم بمساعدة المجتمعات المحلية في تحديد مناطق المخلفات المتبقية. ورغم الجهود المبذولة، إلا أن غياب الموارد الكافية والتحديات الأمنية تجعل من إزالة هذه المخلفات مهمة شاقة وطويلة الأمد.
تظل المخلفات الحربية في سوريا تشكل خطرًا دائمًا يهدد حياة المدنيين، وتحتاج سوريا إلى دعم دولي كبير لمكافحة هذا التلوث الحربي وضمان عودة آمنة للسكان إلى مناطقهم. كما يتطلب الأمر تدخلات عاجلة لتسريع عمليات إزالة الألغام وتوعية المجتمعات بالمخاطر المرتبطة بالمخلفات الحربية، لضمان حماية الأرواح وتحقيق الاستقرار في المناطق المتأثرة. وفق نشطاء سوريون.
يذكر أن منظمة “هالو تراست البريطانية” المتخصصة بإزالة الألغام أكدت أن مئات آلاف السوريين العائدين إلى منازلهم بعد سقوط حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد “معرضون لخطر شديد” بسبب الألغام والقذائف غير المتفجرة في سوريا.
وأعلنت يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 فصائل المعارضة السورية عبر التلفزيون السوري، سقوط نظام الأسد، وقالت في بيان “لقد تم تحرير دمشق وسقوط نظام الأسد”.