إن من أكثر الأخبار غرابة تلك التي تتحدث عن “خلاف أمريكي إسرائيلي” أو “ضغط أمريكي على إسرائيل” أو ما شابه ذلك من تخريف أو تحريف إعلامي، وكلا المعنيين صحيح، والسؤال لماذا؟
أولًا: الجسر الجوي العسكري الأمريكي لدعم إسرائيل في عدوانها على مدنيي غزة مستمر ومتواصل ليلًا نهارًا، أقله بحسب المتابع والمتتبع لأخبار البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية).
ثانيًا: الجهد العسكري واللوجستي والأمني والاستخباري الأمريكي في كل من قبرص وكريت اليونانية والبارجات الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط تحت تصرف إسرائيل، فضلاً عن عشرات المستشارين العسكريين الأمريكيين المتواجدين داخل مبنى وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب.
ثالثًا: الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن الدولي حاضر وبقوة من أجل منع أي قرار يزعج إسرائيل، أو حتى يدعوها “سياسيًا” لوقف إطلاق النار، وقد تجلى هذا الفيتو البغيض في مناسبات عدة حتى الآن.
رابعًا: تصريحات المسؤولين في البيت الأبيض المتواصلة لا تزال تردد نفس الأسطوانة المشروخة “من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها”، وهذا هو الضوء الأخضر الذي يمنع أي توقف للعدوان على غزة وأهلها.
خامسًا: المصيبة الكبرى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية هي الخصم والحكم، فهي الوسيط المزعوم لعملية السلام الفلسطينيين، والتي دفنتها إسرائيل منذ عقود طويلة.
أخيرًا: إن الداعم الأكبر لإسرائيل هو أمريكا، ومعها بريطانيا وعدد لا يستهان به من الدول الغربية للأسف، بل هناك حكومات أوروبية تبرعت بصناعة سيناريوهات جديدة من أجل الحصول على مزيد من الوقت لإسرائيل كي تستمر في تنفيذ خطة مدمرة تهدف لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية مدمرة للقضية الفلسطينية.