بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نية إسرائيل تكريس وجودها العسكري في منطقة جبل الشيخ السورية، أثيرت التساؤلات بشأن الأهداف الإسرائيلية من هذا التحرك؟!
يشير هذا التوجه إلى أبعاد عسكرية، سياسية، واقتصادية تجعل من المنطقة محط أنظار تل أبيب منذ عقود.
ما أهمية جبل الشيخ لإسرائيل؟
وفقًا للخبير العسكري والاستراتيجي تركي الحسن، يُعد جبل الشيخ ذا أهمية كبيرة لإسرائيل لعدة أسباب استراتيجية:
القيمة الدينية: ذكر جبل الشيخ في النصوص الدينية اليهودية أكثر من 70 مرة، مما يمنحه أهمية عقدية لدى المتطرفين اليهود.
الأهمية العسكرية: بارتفاعه الذي يصل إلى 2814 مترًا عن سطح البحر، يُعتبر الجبل نقطة مراقبة استراتيجية تتيح لإسرائيل الإشراف على سوريا، الأردن، فلسطين، ولبنان.
الأهمية الاقتصادية: جبل الشيخ مصدر أساسي للمياه، حيث ينبع منه أنهار رئيسية مثل نهر الوزاني ونهر جرجرة، مما يوفر حوالي 1.5 مليار متر مكعب من المياه سنويًا.
إسرائيل وفرض الواقع الجديد
تاريخيا، أنشأت إسرائيل نظام استطلاع متكامل في الجبل منذ احتلاله عام 1967، واستمر استخدامه لمهام الرصد والمراقبة. وهنا يشير الحسن خلال حديثه لـ”سكاي نيوز عربية”، إلى أن تل أبيب تسعى إلى فرض أمر واقع جديد يصعب على الأطراف الأخرى تغييره، خصوصا مع ضعف القدرات العسكرية السورية بعد سنوات من الحرب.
وأضاف: “الوضع الحالي يظهر غياب قوات مسلحة قادرة على مواجهة إسرائيل، التي توسعت لتشمل مناطق جديدة مثل جبل الشيخ، درعا، ووادي اليرموك”.
البعد السياسي للتحرك الإسرائيلي
يشير الحسن إلى أن التحركات الإسرائيلية الحالية تأتي في ظل غياب ردع دولي فعال، فقد تم توجيه رسائل إلى الأمم المتحدة ومناشدات للضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي المحتلة، لكنها لم تلقَ استجابة.
وأوضح الحسن: “وزراء الخارجية العرب دعموا مطالب الانسحاب الإسرائيلي، لكن يبدو أن إسرائيل لا تأبه لهذه الشكاوى، وتسعى بدلاً من ذلك لتعزيز سيطرتها وخلق واقع جديد في المنطقة”.
السيناريوهات المستقبلية
يرى الحسن أن السيناريو الأكثر ترجيحا هو استمرار إسرائيل في تكريس وجودها العسكري في جبل الشيخ، مستغلة غياب التهديدات العسكرية المباشرة.
كما أن احتمالية التوصل إلى تسويات سياسية مستقبلية، شبيهة بمعاهدتي السلام مع الأردن ومصر، قد تُطرح كبديل عن التصعيد العسكري.
واختتم الحسن حديثه بتأكيد أهمية الحفاظ على وحدة الأراضي السورية قائلاً: “جبل الشيخ هو جزء من الأرض السورية، وليس ملكًا لأي نظام. الحفاظ على الأرض والمصالح الأمنية يجب أن يكون أولوية وطنية”.
تلويح إسرائيل بالبقاء لفترة طويلة في جبل الشيخ يشير إلى استراتيجية تهدف إلى تعزيز السيطرة على موارد المنطقة ومواقعها الاستراتيجية، مع استغلال الفراغ السياسي والعسكري في سوريا.
ويبقى التحدي الأبرز هو قدرة الأطراف الإقليمية والدولية على مواجهة هذا التوجه وضمان عدم فرض واقع دائم يتعارض مع قرارات الشرعية الدولية.
ومستغلة الإطاحة بنظام بشار الأسد الأحد 8 ديسمبر، كثفت إسرائيل هجماتها الجوية مستهدفة مواقع عسكرية في أنحاء متفرقة من سوريا، في انتهاك صارخ لسيادتها.
واحتلت إسرائيل المنطقة السورية العازلة، والتي يتجاوز طولها 75 كم ويتراوح عرضها بين 10 كم في الوسط و200 م في أقصى الجنوب، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية باعتبارها انتهاكا لاتفاقية فصل القوات بين البلدين لعام 1974.
ومنذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، تحتل إسرائيل 1150 كلم مربع من إجمالي مساحة هضبة الجولان السورية (جنوب غرب) البالغة 1800 كلم مربع، وأعلنت في 1981 ضمها إليها في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.
كما أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974، وانتشار جيشها في المنطقة العازلة منزوعة السلاح بهضبة الجولان السورية التي تحتل معظم مساحتها منذ عام 1967.
ووفقا لموقع قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك “يوندوف”، تمتد المنطقة العازلة لأكثر من 75 كيلومترا، ويراوح عرضها بين نحو 10 كيلومترات في الوسط و200 متر في أقصى الجنوب.
يُذكر أن إسرائيل تحتل منذ حرب يونيو/ حزيران 1967 نحو 1150 كيلومترا مربعا من إجمالي مساحة هضبة الجولان السورية البالغة 1800 كيلومتر مربع، وأعلنت ضمها عام 1981 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.