على الرغم من التقارير التي تشير بأن هناك محاولات وجهود سياسية تُبذل من أجل التهدئة في الجنوب بين حزب الله وإسرائيل، وأن هذه المشاورات تتمحور حول الوصول إلى اتفاق لكن ما بعد الحرب على غزة ونتائجها.
تلك التقارير تتحدث عن إمكانية الوصول إلى اتفاق بين الطرفين، لكن مصيرها مرتبط بغزة، وبانسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني، وهذا البند قد يفجر أي اتفاق في حال تم.
مصادر مطلعة على مجريات ذلك الاتفاق تعتبر أنه مجرد أفكار يتم البحث فيها، ولم يصل بعد اتفاق مبرم، لأن المعروف لدى الجميع أن حزب الله يرفض التراجع إلى ما وراء الليطاني ويعتبره هزمية ويعطي إسرائيل ما لم تستطع تحقيقه تحت القصف والغارات والاستهدافات.
المصادر ذاتها تشير عبر “صوت بيروت أنترناشيونال”، إلى أن الاتفاق هو مسودة المقترحات الفرنسية لكنها تُبذل بأياد أميركية من أجل نزع فتيل الحرب الشاملة على لبنان، وهذه الجهود عادت إلى الواجهة بعدما شعرت أميركا بأن إسرائيل تعمل بجدّية من أجل أن يكون صيف لبنان ملهباً ومشتعلاً على غرار ما يحصل في غزة، وهذا ما تحاول اميركا عدم حصوله، لأنه سيورط المنطقة في حرب كبيرة.
تقول المصادر إن “الاتفاق يمكن أن ينجح في حال انتزعت أميركا وعداً صادقاً من إسرائيل بعدم خرق الأجواء اللبنانية عبر طائراتها ومسيراتها، مقابل حصول أميركا على وعد من قبل حزب الله بالتراجع إلى ما وراء الليطاني، لكن هذا الأمر في غاية الصعوبة، لأن إسرائيل تخرق الاتفاقات دائماً، وتعتبر أن أمن مستوطناتها الشمالية فوق كل اعتبار، وهي تحميها عبر طلعاتها الجوية التي تراقب خلالها تحركات حزب الله، وبدوره الحزب يعتبر أن أي تراجع إلى ما وراء الليطاني هو بمسابة انتصار لإسرائيل، وبالتالي الحديث عن اتفاق قريب أمر بغاية الصعوبة ويشوبه الكثير من العراقيل.
وترى المصادر أنه من المبكر الحديث عن أي اتفاق بين حزب الله واسرائيل حول الجنوب، الحرب لا تزال دائرة في غزة، ورفح مهددة بالاجتياح، وأي اتفاق مرتبط بما يحصل على أرض الميدان، كما أن العامل الإيراني يعلب دوراً بارزاً في أي اتفاق يتعلق بحزب الله.