بات مسلما ان الجدل القائم على الساحة اللبنانية بين الثنائي” حركة امل وحزب الله” من جهة وقوى المعارضة من جهة اخرى حيث يقف ” التيار الوطني الحر” في الوسط يترنح لالتقاط ما يمكن جنيه من الطرفين المتنازعين حول ملف الرئاسة.
وفق مصدر متابع للأحداث يرى ان “الحوار” سيبقى بين فكي حجر الرحى للأطراف المعنية ولو استبدل بمرادفات مناقشات على مدى اسبوع او حوارات جانبية و” مشاورات محدودة النطاق والمدة بين الكتل السياسية” وفق ما ورد في بيان اللجنة الخماسية التي اجتمعت في السفارة الاميركية في عوكر الذي توجته تأكيدها على اختتام اجتماعاتها مع الكتل السياسية، وهذا ما يؤشر إلى ان المساعي ربما قد وصلت إلى حائط مسدود، باستثناء ما أوردته من إيجابية لمستها من الجميع وهو وفق المصدر لم ولن يترجم عمليا على الساحة السياسية رغم المحاولات الجديدة المتمثلة بالتحرك القطري الذي جمع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونجله رئيس اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط وعضو اللقاء النائب هادي ابو الحسن في الدوحة الذي رشح عنه استعراض الوضع على الساحة الفلسطينية والاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان، وكان بارزا ما جاء على لسان ابو الحسن الذي اكد على انه “لم نسمع اي كلام عن دوحة ٢” .
كلام النائب أبو الحسن وفق المصدر حسم الجدل القائم والتسريبات حول استعادة تجربة الدوحة التي أتت بالقائد السابق للجيش ميشال سليمان الى كرسي بعبدا، لان الظروف القائمة حاليا تختلف جذريا عن الأوضاع السابقة في ظل إصرار المعارضة على عدم تمرير انتخاب مرشح محور الممانعة الوزير السابق سليمان فرنجية الذي يواجه صعوبات متعددة إن على الصعيد الخارجي من خلال اللجنة الخماسية وهو ما ظهر في بيانها بتأكيدها على أن المشاورات ” يجب أن تهدف فقط إلى تحديد مرشح متفق عليه على نطاق واسع “.
وبانتظار اللقاءات التي تجريها قطر والتي ستشمل كتلة ” القوات اللبنانية” وكتل أخرى وهي تدخل ضمن محاولات قطرية لا يمكن ان تكون بعيدة عن المسار الذي تنتهجه اللجنة الخماسية التي تشارك الدوحة فيها، وبانتظار ما سترشح عنه تلك اللقاء يشير المصدر إلى ان هناك محاولات متكررة يقوم بها الحزب مع ” التيار الوطني الحر” لإعادته إلى ” حارة حريك” مقابل تحصيل بعض المكاسب ولكنها لن تكون كافية لتمرير مرشح المحور لتمسك المعارضة برفضها فرنجية مهما اشتدّت الضغوطات يضاف اليها موقف جنبلاط الذي دائما ما يأخذ بالاعتبار موافقة المكون المسيحي الوازن.
في الختام سيبقى ” الحوار” وان تعددت مرادفاته ومضامينه شماعة بانتظار جلاء المشهد في غزة الذي يبدو أنه زاد تعقيدا بعد اللقاء الذي جمع فصائل المقاومة في المنطقة مع القائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي وقائد قوة القدس اسماعيل قاآني في العاصمة طهران، حيث اكد المشاركون على مواصلة الجهاد والنضال حتى تحقيق النصر الكامل للمقاومة الفلسطينية في غزة مع مشاركة كافة الفصائل وجبهات المقاومة المشاركين في الاجتماع من رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” ومحمد الهندي نائب الامين العام لحركة الجهاد الإسلامي وممثلين عن جماعة “أنصار الله” وفصائل عراقية ونائب الامين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم ،وهو ما يشي بأن الأمور ذاهبة باتجاه التصعيد ووحدة ساحات قد تترجم بشكل مختلف عما حصل مع بداية أحداث ٧ أكتوبر.