سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع
لم تشكل زيارة سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري لمعراب حيث التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع على مدى ساعة ونصف مفاجأة من حيث الشكل ، فقد اعتاد السفير البخاري على زيارة العديد من الشخصيات والقيادات واستقبال البعض الآخر في دارته .
ان ما ميز زيارة السفير السعودي لمعراب وفق مصادر مطلعة مدة الزيارة التي قاربت الساعتين وانتهت بمفاجأة دبلوماسية تختصر الكثير من العلاقة والروابط التي تجمع “القوات اللبنانية” بالمملكة من حيث الرؤية لمستقبل لبنان الـ 10452 كلم، الذي حرصت المملكة منذ استقلال لبنان على احتضانه ورعايته على مر العهود في المملكة .
يكرر المصدر كلامه بالتأكيد على ان زيارة السفير السعودي لم تشكل مفاجأة باعتبار ان التواصل مستمر عبر أكثر من قناة ، كما ان موقف الأخير واضح جدا من التطورات اللبنانية ويقترب إلى حد كبير من موقف القوات اللبنانية لجهة توصيف الأسباب والحلول وخلافا لكل محاولات جماعة الممانعة لتخريبها .
ان العلاقة بينهما في حالة ثبات مستمر ولم تشهد أي انكفاء أو تراجع كونها لا ترتبط بحسابات صغيرة ومصالح معينة وهي مبدئية سياسية ترتكز لثوابت كبرى .فالقوات اللبنانية تقدر اندفاع المملكة نحو التطور والانفتاح مع الحفاظ على المبادئ كما ان المملكة أيضا تقدر ثبات القوات اللبنانية على مواقفها السيادية والميثاقية ، من هنا جاءت زيارة السفير السعودي وليد البخاري للدكتور جعجع في السياق الطبيعي لهذه العلاقة ،والملفت تقديم السفير البخاري لرئيس القوات عباءة مطرزة ومذهبة (البشت الملكي)، كما ان الحرص على إظهارها للإعلام يشكل دلالة شديدة التعبير بما ترمز إليه، وهي أن عبرت عن شيء فعن تكريم خاص من المملكة لشخص الدكتور جعجع وهو ما يعرفه كبار الشخصيات اللبنانية من خلال علاقاتهم بالمملكة، فعندما يقدم مسؤول سعودي عباءة لشخصية لبنانية أو مسؤول لبناني فهذا يعني رغبة واضحة في تكريمه تكريما خاصا.
أما بالنسبة للزيارة في حد ذاتها فقد طال الحديث وكان غنيا، تبين بشكل جلي مدى التوافق الكبير على العناوين التي طرحت، كما ان المملكة لا تطلب شيئا من القوات انما تنوع بموقفها من القرار 1701 لاسيما في ما يخص سلاح حزب الله و الاستحقاق الرئاسي أيضا، كما تثني على سياسة القوات التي تشدد على العمل السياسي تحت سقف الميثاق والطائف، رغم انه ليس لديها أي عقدة حيال بحث أي تطوير للتركيبة اللبنانية تحت عنوان التوافق .
ومن هنا وفق المصدر كان اللقاء جيدا جدا ووديا، علما أن السفير البخاري سبق له وان كان ضمن أعضاء اللجنة الخماسية التي زارت معراب وكان موقفه متمايزا أيضا وإن لم يتحدث كثيرا خلال اللقاء انما كان يشدد على ان تسير الأمور باتجاه خانة التوافق والتركيز على المواقف المبدئية.
في أي حال الزيارة قد تزعج أهل الممانعة لأنهم كما يبدو فوجئوا بها ، علما أنها تأتي بعيد لقاء معراب الذي ترحب به المملكة وبكل لقاء يمكن ان تتوسع دائرته، وبالتالي فان الزيارة كانت رسالة واضحة لمن يهمه الأمر بأن المملكة ثابتة على قناعاتها وبأنها لن تتخلى عن لبنان والشراكة والميثاق.