الثلاثاء 13 محرم 1447 ﻫ - 8 يوليو 2025 |

برامج

شاهد آخر حلقاتنا اونلاين

ترامب في مرمى خصوم الداخل وأعداء الخارج … من وراء استهدافه جسديا؟!

صعق الداخل الأميركي والعالم بخبر محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والمرشح الحالي لرئاسة الجمهورية لولاية أخرى وسط مواجهة شرسة يخوضها منذ إعلانه الترشح، إن على صعيد القضايا المرفوعة ضده أمام المحاكم الأميركية وصلت إلى منعطف خطير عندما تم احتجازه في سجن فولتون في ولاية فرجينيا لفترة وجيزة بتهمة الابتزاز والتآمر، مع الإشارة إلى أنه سلم نفسه طوعيا وخرج بعد دفعه كفالة مالية بناء على اتفاق مع المدعي العام، خرج يومها منددا بما سماها “المهزلة القضائية” وواصفا ما جرى بأنه “تدخل انتخابي”.

راهن العديد من المناهضين لإعادة ترشح ترامب على غرقه بالملفات القضائية التي يقارب عددها ال ٤٢ ، إلا أنه بعد تصدر هذه القضايا المشهد الأميركي لأشهر، قضت المحكمة العليا الأميركية في بداية الشهر الجاري بأن ترامب قد يستحق الحصانة من الملاحقة الجنائية عن بعض الإجراءات التي اتخذها في الأيام الأخيرة من رئاسته.

شكل هذا القرار دفعا لترامب في استمرار ترشيحه وتفرغه لحملاته الانتخابية، حيث حقق نقطة أخرى في مرمى الديمقراطيين بعد اخفاق الرئيس الحالي جو بايدن في مناظرته الأولى في مواجهة ترامب، وهذا ما أدخل الإرباك إلى ساحة الديمقراطيين مع رفض بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي إلى يومنا هذا لاعتبارات يربطها البعض بما يمكن أن يواجهه نجله هانتر بايدن وكما أن عملية اختيار بديل للأخير ستشكل معضلة كبيرة للحزب مع ضيق الوقت وعدم التوحد على اسم معين لخلافة بايدن.

البارحة شكلت محاولة اغتيال ترامب حدثا يرتقي إلى مستوى “زلزال سياسي” لو قدر له النجاح لاسيما وأنه بات على بعد أيام من عملية تبني ترشيحه من الحزب الجمهوري في مواجهة بايدن والتحضير للمناظرة الثانية معه وسط تخبط الأخير داخليا لناحية المطالبات بانسحابه من السباق الانتخابي من النواب الديمقراطيين بشكل خاص لاعتبارات ترتبط بقدرته الذهنية على قيادة البلاد لولاية ثانية، يضاف إليها عجزه عن تحقيق أي إنجاز على صعيد الحرائق في المنطقة لاسيما أحداث غزة.

طرحت العديد من التساؤلات حول المستفيد من إزاحة ترامب من المشهد، مع تعدد المتضررين من عودته لاسيما على صعيد الملفات الخارجية التي يقاربها بشكل مغاير للنهج الديمقراطي، فهو الذي اتخذ القرار بتصفية قاسم سليماني وأعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني وإعاد العمل بالعقوبات على إيران، كما سحب بلاده من اتفاقية المناخ. وأبرز ما قام به هو تهديد الأعضاء بحلف ” الناتو” بعدم ضمان حمايتهم من روسيا بسبب عدم تسديدهم التزاماتهم المالية وتحمل بلاده ملء خزائن الحلف.

أثار ترامب خلال ولايته جدلا كبيرا حول العديد من الملفات التي وضعها على طاولته واعدا بتحقيقها وبالفعل استطاع إنجاز بعضها، لكن خسارته أمام بايدن وما رافقها من اقتحام الكونغرس من قبل مناصريه شكل نكسة أعاقت استكمال مشاريعها لاسيما ما يرتبط بالشرق الأوسط وبإيران تحديدا التي تعامل معها بشكل حازم لاسيما حين أطاح بسليماني الشريان الحيوي للمشروع الفارسي، وهذا ما دفع بعض المتابعين إلى الإشارة لإمكانية ضلوع طهران أو ميليشياتها في محاولة الاغتيال، لاسيما وأنه سبق لمكتب التحقيقات الفيدرالي في ميامي أن أصدر إخطارا عاما في آذار من العام الجاري، أعلن فيه أنه يبحث عن معلومات حول مواطن إيراني يدعى مجيد دستجاني فراهاني، يعتقد أنه عضو في وزارة الاستخبارات الإيرانية ويقوم بتجنيد الأشخاص لتنفيذ عمليات قاتلة في الولايات المتحدة.

بانتظار نتائج التحقيقات التي تجريها المؤسسات الأمنية في الولايات المتحدة لمعرفة الجهة التي تقف وراء هذه العملية أم أنها مجرد حادث فردي، إلا أن المتفق عليه أن محاولة اغتيال ترامب وردة فعله المباشرة من خلال إصراره على رفع قبضته لتوجيه التحية لمناصريه وهذا ما سيكون له أثرا مهما على صعيد رفع عدد النقاط التي سيحقّقها ترامب بمواجهة بايدن.

    المصدر :
  • صوت بيروت إنترناشونال